في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{يَوۡمَ يَبۡعَثُهُمُ ٱللَّهُ جَمِيعٗا فَيُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوٓاْۚ أَحۡصَىٰهُ ٱللَّهُ وَنَسُوهُۚ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ شَهِيدٌ} (6)

وهي مهانة يوم يبعثهم الله جميعا . مهانة على رؤوس الجموع . وهو عذاب يقوم على حق وبيان لما عملوا . إن كانوا هم قد نسوه فإن الله أحصاه بعلمه الذي لا يند عنه شيء ، ولا يغيب عنه خاف : ( والله على كل شيء شهيد ) . .

وتلتقي صورة الرعاية والعناية ، بصورة الحرب والنكاية ، في علم الله واطلاعه ، وشهوده وحضوره . فهو شاهد حاضر للعون والرعاية ؛ وهو شاهد حاضر للحرب والنكاية . فليطمئن بحضوره وشهوده المؤمنون . وليحذر من حضوره وشهوده الكافرون !

 
صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{يَوۡمَ يَبۡعَثُهُمُ ٱللَّهُ جَمِيعٗا فَيُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوٓاْۚ أَحۡصَىٰهُ ٱللَّهُ وَنَسُوهُۚ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ شَهِيدٌ} (6)

{ أحصاه الله } أحاط بأعمالهم عددا ، ولم يفته سبحانه منها شيء ، والمراد : أنه أحاط بها علما . { والله على كل شيء شهيد } مطلع لا يغيب عنه أمر من الأمور أصلا .

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{يَوۡمَ يَبۡعَثُهُمُ ٱللَّهُ جَمِيعٗا فَيُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوٓاْۚ أَحۡصَىٰهُ ٱللَّهُ وَنَسُوهُۚ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ شَهِيدٌ} (6)

أحصاه الله : أحاط به وحفظه عنده .

شهيد : مشاهد .

وذلك يوم تُجمع الخلائقُ جميعاً للحساب والجزاء ويخبرهم الله بما عملوه بالتفصيل .

{ أَحْصَاهُ الله وَنَسُوهُ } .

هو مسجل عند الله يجدونه مفصَّلا مع أنهم نسوه ، { والله على كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ } ، لا تخفى عليه خافية .

 
أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري - أبوبكر الجزائري [إخفاء]  
{يَوۡمَ يَبۡعَثُهُمُ ٱللَّهُ جَمِيعٗا فَيُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوٓاْۚ أَحۡصَىٰهُ ٱللَّهُ وَنَسُوهُۚ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ شَهِيدٌ} (6)

شرح الكلمات :

{ يوم يبعثهم الله جميعاً } : أي يوم القيامة .

{ أحصاه الله ونسوه } : أي جمعه وعدّه ونسوه هم .

{ والله على كل شيء شهيد } : أي لا يغيب عنه شيء من الأشياء .

يوم يبعثهم الله جميعاً لا يتخلف منهم أحد فينبئهم بما عملوا من الشر والفساد . أحصاه الله إذ كتبته ملائكته وكتب قبل فعلهم له في كتاب المقادير اللوح المحفوظ ونسوه لِعَمَى قلوبهم وكفرهم بربهم ولقائه فلا يذكرون لهم ذنباً حتى يتوبوا منه ويستغفروا . وقوله تعالى { والله على كل شيء شهيد } أي زيادة على أن أعمالهم كتبها في اللوح المحفوظ وأن الملائكة من الكرام الكاتبين قد كتبوها فإن الله تعالى شهيد على كل شيء فلا يقع شيء إلا تحت بصره وعلمه .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{يَوۡمَ يَبۡعَثُهُمُ ٱللَّهُ جَمِيعٗا فَيُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوٓاْۚ أَحۡصَىٰهُ ٱللَّهُ وَنَسُوهُۚ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ شَهِيدٌ} (6)

{ 6-7 } { يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ * أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ }

يقول الله تعالى : { يوم يبعثهم الله } جميعا فيقومون من أجداثهم سريعا فيجازيهم بأعمالهم { فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا } من خير وشر ، لأنه علم ذلك ، وكتبه في اللوح المحفوظ ، وأمر الملائكة الكرام الحفظة بكتابته ، هذا { و } العاملون قد نسوا ما عملوه ، والله أحصى ذلك .

{ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ } على الظواهر{[1009]}  والسرائر ، والخبايا والخفايا .


[1009]:- في ب: على الظواهر.
 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{يَوۡمَ يَبۡعَثُهُمُ ٱللَّهُ جَمِيعٗا فَيُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوٓاْۚ أَحۡصَىٰهُ ٱللَّهُ وَنَسُوهُۚ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ شَهِيدٌ} (6)

{ يوم يبعثهم الله جميعا فينبئهم بما عملوا } يخبرهم بذلك ليعلموا وجوب الحجة عليهم { أحصاه الله } علمه الله وأحاط بعدده { ونسوه } هم .

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{يَوۡمَ يَبۡعَثُهُمُ ٱللَّهُ جَمِيعٗا فَيُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوٓاْۚ أَحۡصَىٰهُ ٱللَّهُ وَنَسُوهُۚ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ شَهِيدٌ} (6)

قوله تعالى : " يوم " نصب ب " عذاب مهين " أو بفعل مضمر تقديره واذكر تعظيما لليوم . " يبعثهم الله جميعا " أي الرجال والنساء يبعثهم من قبورهم في حالة واحدة " فينبئهم " أي يخبرهم " بما عملوا " في الدنيا " أحصاه الله " عليهم في صحائف أعمالهم " ونسوه " هم حتى ذكرهم به في صحائفهم ليكون أبلغ في الحجة عليهم . " والله على كل شيء شهيد " مطلع وناظر لا يخفى عليه شيء .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{يَوۡمَ يَبۡعَثُهُمُ ٱللَّهُ جَمِيعٗا فَيُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوٓاْۚ أَحۡصَىٰهُ ٱللَّهُ وَنَسُوهُۚ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ شَهِيدٌ} (6)

ولما ذكر عذابهم ، ذكر{[63170]} وقته على وجه مقرر لما مضى من شمول علمه وكمال قدرته فقال : { يوم يبعثهم الله } أي يكون ذلك في وقت إعادة الملك الأعظم للكافرين المصرح بهم والمؤمنين المشار إليهم أحياء كما كانوا { جميعاً } {[63171]}في حال كونهم مجتمعين في البعث . ولما كان لا أوجع من التبكيت بحضرة بعض{[63172]} الناس فكيف إذا كان بحضرتهم كلهم فكيف إذا كان بمرأى من جميع الخلائق ومسمع ، سبب عن ذلك وعقب قوله : { فينبئهم } أي{[63173]} يخبرهم إخباراً عظيماً مستقصى { بما عملوا } إخزاء لهم وإقامة للحجة عليهم .

ولما كان ضبط ذلك أمراً عظيماً ، استأنف قوله بياناً لهوانه عليه : { أحصاه الله } أي أحاط به عدداً كمّاً وكيفاً وزماناً ومكاناً بما له من صفات الجلال والجمال . ولما ذكر إحصاءه له ، فكان ربما {[63174]}ظن أنه{[63175]} مما يمكن في العادة إحصاؤه ، نفى ذلك بقوله : { ونسوه } أي كلهم مجتمعين لخروجه عن الحد في الكثرة فكيف بكل واحد على انفراده ونسوا ما فيه من المعاصي تهاوناً بها ، وذلك عين التهاون بالله والاجتراء عليه ، قال القشيري : إذا حوسب أحد{[63176]} في القيامة على عمل عمله تصور{[63177]} له ما فعله ثم يذكر حتى كأنه في تلك الحالة قام من بساط الزلة فيقع عليه من الخجل والندم ما ينسى في جنبه كل عقوبة ، فسبيل المسلم أن {[63178]}لا يخالف أمر مولاه{[63179]} ولا يحوم حول مخالفة أمره{[63180]} ، فإن جرى المقدور ووقع في هجنة التقصير فليكن من زلته على بال ، وليتضرع إلى الله بحسن الابتهال .

ولما كان التقدير بما أرشد إليه العطف على غير مذكور : فالله بكل شيء من ذلك وغيره عليم ، عطف عليه قوله : { والله } أي بما له من القدرة الشاملة والعلم المحيط { على كل شيء } على الإطلاق من غير مثنوية أصلاً { شهيد * } أي حفيظ حاضر لا يغيب ، ورقيب لا يغفل ، حفظه له ورقبه وحضوره إياه مستعل{[63181]} عليه قاهر له بإحاطة قهره بكل شيء ليمكن حفظه له على أتم وجه يريده .

وقال الإمام أبو جعفر ابن{[63182]} الزبير : لما نزه سبحانه نفسه عن تقول الملحدين ، وأعلم أن العالم بأسره ينزهه عن ذلك بألسنة أحوالهم لشهادة العوالم {[63183]}على أنفسها{[63184]} بافتقارها لحكيم أوجدها ، لا يمكن أن{[63185]} يشبه شيئاً منها بل يتنزه{[63186]} من أوصافها ويتقدس{[63187]} عن سماتها ، فقال :{ سبح لله ما في السماوات والأرض }[ الحديد : 1 ] ومضت أي تعرف بعظيم سلطانه وعليّ ملكه ، ثم انصرف الخطاب إلى عباده في قوله :

{ آمنوا بالله ورسوله }[ الحديد : 7 ] إلى ما بعد ذلك من الآي ، وكان ذلك ضرب من الالتفات ، والواقع هنا{[63188]} منه أشبه بقوله سبحانه في سورة البقرة

{ وإذ قال ربك للملائكة }[ البقرة : 30 ] فإنه بعد تفصيل حال المتقين وحال من جعل{[63189]} في طرف منهم وحال من يشبه بظاهره بالمتقين وهو معدود في شرار الكافرين ، فلما تم هذا النمط عدل بعده إلى دعاء الخلق إلى عبادة الله وتوحيده

{ يا أيها الناس اعبدوا ربكم }[ البقرة : 21 ] ثم عدل بالكلام جملة وصرف الخطاب إلى تعريف نبيه عليه الصلاة والسلام بين أيدي الخلق

{ وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة }[ البقرة : 30 ] فجاء ضرباً من الالتفات فكذا{[63190]} الواقع هنا بين سبحانه حال مشركي العرب وقبح عنادهم{[63191]} وقرعهم ووبخهم في عدة سور غالب آيها جارٍ على ذلك {[63192]}ومجدد له أولها{[63193]} سورة " ص " كما نبه عليه في سورة القمر ، وإلى الغاية التي ذكرت فيها إلى أن وردت سورة القمر منبئة بقطع دابرهم ، وانجر فيها {[63194]}الإعذار المنبه{[63195]} عليه وكذا في سورة الرحمن بعدها ، ثم أعقب ذلك بالتعريف بحال النزل الأخراوي في سورة الواقعة مع زيادة تقريع وتوبيخ على مرتكبات استدعت تسبيحه تعالى وتقديسه عن شنيع افترائهم فأتبعت بسورة{[63196]} الحديد ، ثم صرف فيها الخطاب إلى المؤمنين ، واستمر ذلك إلى آخر السورة ، جرت سورة المجادلة على هذا القصد مصروفاً{[63197]} خطابها إلى نازلة تشوف المؤمنين إلى تعرف حكمها ، وهو الظهار المبين أمره فيها ، فلم يعد في الكلام بعد كما كان قد صرف إليه في قوله { آمنوا بالله ورسوله } بأكثر من التعرض لبيان حكم يقع منهم ، ثم إن السور الواردة بعد إلى آخر الكتاب استمر معظمها على هذا الغرض لانقضاء{[63198]} ما قصد من التعريف بأخبار القرون السالفة والأمم الماضية ، وتقريع من عاند وتوبيخه ، وذكر مثال الخلق واستقرارهم الأخراوي ، وذكر تفاصيل التكاليف والجزاء عليها من الثواب والعقاب ، وما به استقامة {[63199]}من استجاب وآمن{[63200]} وما يجب أن يلتزمه على درجات التكاليف وتأكيدها ، فلما{[63201]} كمل ذلك صرف الكلام إلى ما يخص المؤمنين في أحكامهم وتعريفهم{[63202]} بما فيه من خلاصهم ، فمعظم آي سورة بعد هذا شأنها ، وإن اتجر غيرها فلا استدعاء موجب وهو الأقل كما بينا - انتهى .


[63170]:- زيد من م.
[63171]:-زيد في الأصل أي، ولم تكن الزيادة في ظ وم فحذفناها.
[63172]:- سقط من م.
[63173]:- زيد من ظ وم.
[63174]:- من ظ وم، وفي الأصل: يظن إنما.
[63175]:- من ظ وم، وفي الأصل: يظن إنما.
[63176]:- من ظ وم، وفي الأصل: أخذ.
[63177]:- من ظ وم، وفي الأصل: دور-كذا.
[63178]:- سقط ما بين الرقمين من م.
[63179]:- سقط ما بين الرقمين من م.
[63180]:- في م: أمر مولاه.
[63181]:- من م، وفي الأصل وظ: مستقل.
[63182]:- زيد من م.
[63183]:- من ظ وم، وفي الأصل بأنفسها.
[63184]:- من ظ وم، وفي الأصل بأنفسها.
[63185]:- زيد من ظ وم.
[63186]:- من ظ وم، وفي الأصل: تنزل.
[63187]:- من ظ وم، وفي الأصل: قدس.
[63188]:- زيد من م.
[63189]:- من ظ و م، وفي الأصل: حصل.
[63190]:- من ظ وم، وفي الأصل: فكذا.
[63191]:- من ظ وم، وفي الأصل: عناده.
[63192]:- من ظ وم، وفي الأصل: بحمد الله أوله-كذا.
[63193]:- من ظ وم، وفي الأصل: بحمد الله أوله-كذا.
[63194]:- من م، وفي الأصل وظ: الأعداد المنبهة.
[63195]:- من م، وفي الأصل وظ: الأعداد المنبهة.
[63196]:- من م، وفي الأصل وظ: سورة.
[63197]:- من ظ وم، وفي الأصل: مصروف.
[63198]:- زيد في الأصل: معظم، ولم تكن الزيادة في ظ وم فحذفناها.
[63199]:- من ظ وم، وفي الأصل: المخبات-كذا
[63200]:-من ظ وم، وفي الأصل: المخبات-كذا
[63201]:- من ظ وم، وفي الأصل: ولما.
[63202]:- من ظ وم، وفي الأصل: تقريعهم.