ثم يمضي السياق يتحدث عن وهلتهم وانبهارهم حين يقومون من قبورهم في ذهول :
يقولون : أإنا لمردودون في الحافرة ? أإذا كنا عظاما نخرة ? . .
فهم يتساءلون : أنحن مردودون إلى الحياة عائدون في طريقنا الأولى . . يقال : رجع في حافرته : أي في طريقه التي جاء منها . فهم في وهلتهم وذهولهم يسألون : إن كانوا راجعين في طريقهم إلى حياتهم ?
{ يقولون أئنا . . . } أي يقولون إذا قيل لهم إنكم تبعثون – منكرين له ومتعجبين منه - : أنرد إلى الحياة التي كنا فيها بعد أن نموت ونفنى ! ؟ يقال : رجع فلان في حافرته وعلى حافرته ، أي طريقه التي جاء فيها فحفرها بمشيه ؛ ثم كنى به عن الرجوع إلى الأحوال التي كان عليها الإنسان من قبل . ثم أكدوا ذلك بقولهم : { أإذا كنا عظاما نخرة }
الحافرة : الحياة الأولى ، يقال رجع إلى حافرته : رجع إلى طريقته الأولى .
ثم يتساءل المجرمون وهم يظنّون أنهم رُدّوا إلى حياتهم الأولى :
{ يَقُولُونَ أَإِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الحافرة ، أَإِذَا كُنَّا عِظَاماً نَّخِرَةً ؟ }
أنحنُ مردودون إلى الحياةِ ، عائدون في طريقنا الأُولى ؟ ! وهذا من شدّة ذهولهم ودَهشتهم .
ولما وصفها{[71351]} بالاضطراب والذل ، علله ليعرف منه أن من يقول ضد قولهم يكون له ضد وصفهم من الثبات والسكون والعز الظاهر فقال : { يقولون } أي في الدنيا قولاً يجددونه كل وقت من غير خوف ولا استحياء استهزاءً وإنكاراً . { أإنا لمردودون } أي بعد الموت ممن يتصف{[71352]} بردنا كائناً من كان { في الحافرة * } أي في الحياة التي كنا فيها قبل الموت هي حالتنا الأولى ، من قولهم : رجع فلان في حافرته ، أي{[71353]} طريقته التي جاء بها فحفرها أي أثر فيها بمشيه كما تؤثر الأقدام ، والحوافر في الطرق{[71354]} ، أطلق على المفعولة{[71355]} فاعلة مبالغة وذلك حقيقته{[71356]} ، ثم قيل لمن كان في أمر فخرج{[71357]} منه ثم رجع إليه : رجع إلى{[71358]} حافرته ، وقيل : الحافرة الأرض التي هي محل الحوافر .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.