في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{مُّتَّكِـِٔينَ فِيهَا عَلَى ٱلۡأَرَآئِكِۖ لَا يَرَوۡنَ فِيهَا شَمۡسٗا وَلَا زَمۡهَرِيرٗا} (13)

( متكئين فيها على الأرائك لا يرون فيها شمسا ولا زمهريرا ) . . فهم في جلسة مريحة مطمئنة والجو حولهم رخاء ناعم دافئ في غير حر ، ندي في غير برد . فلا شمس تلهب النسائم ، ولا زمهرير وهو البرد القارس ! ولنا أن نقول : إنه عالم آخر ليست فيه شمسنا هذه ولا شموس أخرى من نظائرها . . وكفى !

 
صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{مُّتَّكِـِٔينَ فِيهَا عَلَى ٱلۡأَرَآئِكِۖ لَا يَرَوۡنَ فِيهَا شَمۡسٗا وَلَا زَمۡهَرِيرٗا} (13)

{ متكئين فيها على الأرائك } على السرور في الجبال . أو على ما يتكأ عليه من سرير أو فراش ونحوه [ آية 31 الكهف ص 476 ] . { ولا زمهريرا } بردا مفرطا ؛ ومنه زمهر اليوم : اشتد برده . والمراد أن هواء الجنة معتدل ؛ وفي الحديث : إن هواء الجنة سجسج لاحر ولا برد . والسجسج : الظل الممتد ما بين الفجر وطلوع الشمس .

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{مُّتَّكِـِٔينَ فِيهَا عَلَى ٱلۡأَرَآئِكِۖ لَا يَرَوۡنَ فِيهَا شَمۡسٗا وَلَا زَمۡهَرِيرٗا} (13)

الأرائك : واحدتها أريكة : السرير ، والمقعد الوثير المنجد .

الزمهرير : أشدُّ البرد .

ثم وصف شرابَهم وأوانيه والسقاةَ الذين يطوفون عليهم به ، وما هم فيه من سعادةٍ أبدية فقال :

{ مُّتَّكِئِينَ فِيهَا على الأرائك لاَ يَرَوْنَ فِيهَا شَمْساً وَلاَ زَمْهَرِيراً } .

يجلسون على أفخرِ الأسرّة والمقاعد متكئين عليها يتحدّثون ويتسامرون ،

لا يجِدون في الجنة حَرّاً ولا بردا .

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{مُّتَّكِـِٔينَ فِيهَا عَلَى ٱلۡأَرَآئِكِۖ لَا يَرَوۡنَ فِيهَا شَمۡسٗا وَلَا زَمۡهَرِيرٗا} (13)

{ متكئين فيها على الأرائك لا يرون فيها شمسا ولا زمهريرا } حرا ولا بردا صيفا ولا شتاء

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{مُّتَّكِـِٔينَ فِيهَا عَلَى ٱلۡأَرَآئِكِۖ لَا يَرَوۡنَ فِيهَا شَمۡسٗا وَلَا زَمۡهَرِيرٗا} (13)

ولما ذكر أنه كفاهم المخوف وحباهم الجنة ، أتبعه حالهم فيها وحالها{[70636]} فقال دالاًّ على راحتهم الدائمة : { متكئين فيها } أي لأن-{[70637]} كل ما أرادوه حضر إليهم{[70638]} من غير حاجة إلى حركة أصلاً ، ودل على الملك بقوله { على الأرآئك } أي الأسرة العالية التي في الحجال ، لا تكون أريكة إلا مع وجود الحجلة ، و-{[70639]} قال بعضهم : هي السرير المنجد في قبة عليه{[70640]} شواره ونجده أي متاعه ، وهي مشيرة إلى الزوجات لأن العادة جارية بأن الأرائك لا تخلو عنهن بل هي لهن{[70641]} لاستمتاع الأزواج بهن فيها .

ولما كانت بيوت الدنيا وبساتينها تحتاج إلى الانتقال منها من موضع إلى موضع لأجل الحر أو{[70642]} البرد ، بين أن جميع أرض الجنة وغرفها سواء في لذة العيش وسبوغ الظل واعتدال الأمر ، فقال نافياً ضر الحر ثم البرد : { لا يرون فيها } أي بأبصارهم ولا بصائرهم أصلاً { شمساً } أي ولا قمراً { ولا } أي و{[70643]}لا يرون فيها أيضاً{[70644]} ببصائرهم أي لا يحسون {[70645]}بما يسمى{[70646]} { زمهريراً * } أي برداً شديداً مزعجاً ولا حراً ، فالآية من الاحتباك : دل بنفي الشمس أولاً على نفي القمر ، لأن ظهوره بها {[70647]}لأن نوره اكتساب من نور الشمس{[70648]} ، ودل بنفي الزمهرير الذي هو سبب البرد ثانياً على نفي الحر الذي سببه الشمس ، فأفاد هذا أن الجنة غنية عن النيرين ، لأنها نيرة بذاتها وأهلها غير محتاجين إلى معرفة زمان لأنه لا تكليف فيها بوجه ، وأنها ظليلة ومعتدلة دائماً لأن سبب الحر الآن{[70649]} قرب الشمس من مسامته{[70650]} الرؤوس ، وسبب البرد بعدها عن ذلك .


[70636]:زيد في الأصل: معهم، ولم تكن الزيادة في ظ و م فحذفناها.
[70637]:زيد من ظ و م.
[70638]:زيد في الأصل: فيها، ولم تكن الزيادة في ظ و م فحذفناها.
[70639]:زيد من ظ.
[70640]:من ظ و م، وفي الأصل: عالبة.
[70641]:من ظ و م، وفي الأصل: ممن.
[70642]:من م، وفي الأصل و ظ "و".
[70643]:سقط من ظ و م.
[70644]:سقط من ظ و م.
[70645]:سقط ما بين الرقمين من ظ و م.
[70646]:سقط ما بين الرقمين من ظ و م.
[70647]:سقط ما بين الرقمين من ظ و م.
[70648]:سقط ما بين الرقمين من ظ و م.
[70649]:وقع في الأصل قبل "سبب الحر" والترتيب من ظ و م.
[70650]:من ظ و م، وفي الأصل: مسانه.
 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{مُّتَّكِـِٔينَ فِيهَا عَلَى ٱلۡأَرَآئِكِۖ لَا يَرَوۡنَ فِيهَا شَمۡسٗا وَلَا زَمۡهَرِيرٗا} (13)

قوله تعالى : { متكئين فيها على الأرائك لا يرون فيها شمسا ولا زمهريرا 13 ودانية عليهم ظلالها وذلّلت قطوفها تذليلا 14 ويطاف عليهم بآنية من فضة وأكواب كانت قواريرا 15 قواريرا من فضة قدروها تقديرا 16 ويسقون فيها كأسا كان مزاجها زنجبيلا 17 عينا فيها تسمى سلسبيلا 18 ويطوف عليهم ولدان مخلدون إذا رأيتهم حسبتهم لؤلؤا منثورا 19 وإذا رأيت ثم رأيت نعيما وملكا كبيرا 20 عليهم ثياب سندس خضر وإستبرق وحلوا أساور من فضة وسقاهم ربهم شرابا طهورا 21 إن هذا كان لكم جزاء وكان سعيكم مشكورا } .

ذلك إخبار من الله عن أهل الجنة وما يرتعون فيه من النعيم والطيبات مما لا يخطر على بال أو خيال . ولا يجد المرء من الكلمات البينات ما يكشف عن أنعم الجنة وطيباتها كالقرآن في آياته العجاب وكلماته المذهلة العذاب . وذلكم هو قوله : { متكئين فيها على الأرائك } متكئين منصوب على الحال من الهاء والميم في قوله : { وجزاهم } {[4711]} وذلك من الاتكاء وهو الجلوس أو الاضطجاع على الأرائك ، ومفرده أريكة وهي السرير { لايرون فيها شمسا ولا زمهريرا } ليس في الجنة حر شديد كحر الدنيا بشمسها الحارقة { ولا زمهريرا } وهو البرد المفرط ، بل إن هواء الجنة معتدل ظليل . وفي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إن هواء الجنة سجسج : لا حر ولا برد " والسجسج ، الظل الممتد كما بين طلوع القمر وطلوع الشمس .


[4711]:البيان لابن الأنباري جـ 2 ص 482.