النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{مُّتَّكِـِٔينَ فِيهَا عَلَى ٱلۡأَرَآئِكِۖ لَا يَرَوۡنَ فِيهَا شَمۡسٗا وَلَا زَمۡهَرِيرٗا} (13)

{ مُتّكِئينَ فيها على الأرائِك } وفيها مع ما قدّمناه من تفسيرها قولان :

أحدهما : أنها الأسرّة ، قاله ابن عباس .

الثاني : أنها كل ما يتكأ عليه ، قاله الزجاج .

{ لا يَرَوْنَ فيها شمْساً ولا زَمْهَريراً } أما المراد بالشمس ففيه وجهان :

أحدهما : أنهم في ضياء مستديم لا يحتاجون فيه إلى ضياء ، فيكون عدم الشمس مبالغة في وصف الضياء .

الثاني : أنهم لا يرون فيها شمساً فيتأذون بحرها ، فيكون عدمها نفياً لأذاها .

وفي الزمهرير ثلاثة أوجه :

أحدها : أنه البرد الشديد ، قال عكرمة لأنهم لا يرون في الجنة حراً ولا برداً .

الثاني : أنه لون في العذاب ، قاله ابن مسعود .

الثالث : أنه من هذا الموضع القمر ، قاله ثعلب وأنشد :

وليلةٍ ظلامُها قد اعتكَرْ *** قطْعتها والزمهريرُ ما ظَهَرْ

وروي ما زهر ، ومعناه أنهم في ضياء مستديم لا ليل فيه ولا نهار ، لأن ضوء النهار بالشمس ، وضوء الليل بالقمر .