قوله : { مُّتَّكِئِينَ فِيهَا على الأرائك } منصوب على الحال من مفعول جزاهم ، والعامل فيها «جزى » ، ولا يعمل فيها صبروا ، لأن الصبر إنما كان في الدنيا ، وجوّز أبو البقاء أن يكون صفة لجنة . قال الفرّاء : وإن شئت جعلت «متكئين » تابعاً ، كأنه قال : جزاهم جنة { متكئين } فيها . وقال الأخفش : يجوز أن يكون منصوباً على المدح ، والضمير من { فيها } يعود إلى الجنة ، والأرائك : السرر في الحجال ، وقد تقدّم تفسيرها في سورة الكهف { لاَ يَرَوْنَ فِيهَا شَمْساً وَلاَ زَمْهَرِيراً } الجملة في محل نصب على الحال من مفعول جزاهم ، فتكون من الحال المترادفة ، أو من الضمير في متكئين ، فتكون من الحال المتداخلة ، أو صفة أخرى لجنة ، والزمهرير : أشدّ البرد ، والمعنى : أنهم لا يرون في الجنة حرّ الشمس ولا برد الزمهرير ، ومنه قول الأعشى :
منعمة طفلة كالمها *** لم تر شمساً ولا زمهريراً
وقال ثعلب : الزمهرير القمر بلغة طيّ ، وأنشد لشاعرهم :
وليلة ظلامها قد اعتكر *** قطعتها والزمهرير ما زهر
ويروى ما ظهر : أي لم يطلع القمر ، وقد تقدّم تفسير هذا في سورة مريم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.