غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{مُّتَّكِـِٔينَ فِيهَا عَلَى ٱلۡأَرَآئِكِۖ لَا يَرَوۡنَ فِيهَا شَمۡسٗا وَلَا زَمۡهَرِيرٗا} (13)

1

قال الأخفش والزجاج { متكئين } نصب على الحال من مفعول { جزاهم } وقيل : على المدح . وقيل : حال من الجنة . وضعف لأنه يستدعي إبراز الضمير بأن يقال : متكئين فيها هم . والزمهرير شدة البرد . والأظهر أن الميم والهاء أصليتان لعدم النظير لو جعل أحدهما زائداً ، والمعنى أن هواءها معتدل . وفي الحديث " هواء الجنة سجسج لا حر ولا قر " وعن ثعلب أن الزمهرير هو القمر بلغة طير واشتقاقه من الزهر ، والمراد أن الجنة لضيائها لا تحتاج إلى شمس ولا قمر .

قوله { ودانية } ذكر الأخفش والكسائي والفراء والزجاج أنه معطوف على { متكئين } كما تقول في الدار عبد الله متكئاً ومرسلة عليه الحجال ، وإن جعلنا قوله { لا يرون } حالاً صارت الأحوال ثلاثاً والتقدير . متكئين فيها على الأرائك غير رائين فهيا هواء مؤذياً ودانية عليهم الظلال . ودخلت الواو في الثالثة للدلالة على الاجتماع كأنه قيل : وجزاهم جنة متكئين فيها على الأرائك جامعين فيها بين البعد عن الحر والرد وبين الدنو من الظلال . ويجوز أن يكون { دانية } معطوفاً على { جنة } لأنهم وصفوا بالخوف . وقد قال سبحانه { ولمن خاف مقام ربه جنتان } [ الرحمن :46 ] والتقدير : وجزاهم جنة أخرى دانية عليهم ظلالها . وقوله { لا يرون فيها شمساً ولا زمهريراً } من باب " علفتها تبناً وماء بارداً " وذلك لأن الزمهرير لا يرى أي ولا ينالون زمهريراً وإن أريد بالشمس نكاية شعاعها وحرها فمعنى لا يرون لا ينالون .

/خ31