قال الأخفش والزجاج { متكئين } نصب على الحال من مفعول { جزاهم } وقيل : على المدح . وقيل : حال من الجنة . وضعف لأنه يستدعي إبراز الضمير بأن يقال : متكئين فيها هم . والزمهرير شدة البرد . والأظهر أن الميم والهاء أصليتان لعدم النظير لو جعل أحدهما زائداً ، والمعنى أن هواءها معتدل . وفي الحديث " هواء الجنة سجسج لا حر ولا قر " وعن ثعلب أن الزمهرير هو القمر بلغة طير واشتقاقه من الزهر ، والمراد أن الجنة لضيائها لا تحتاج إلى شمس ولا قمر .
قوله { ودانية } ذكر الأخفش والكسائي والفراء والزجاج أنه معطوف على { متكئين } كما تقول في الدار عبد الله متكئاً ومرسلة عليه الحجال ، وإن جعلنا قوله { لا يرون } حالاً صارت الأحوال ثلاثاً والتقدير . متكئين فيها على الأرائك غير رائين فهيا هواء مؤذياً ودانية عليهم الظلال . ودخلت الواو في الثالثة للدلالة على الاجتماع كأنه قيل : وجزاهم جنة متكئين فيها على الأرائك جامعين فيها بين البعد عن الحر والرد وبين الدنو من الظلال . ويجوز أن يكون { دانية } معطوفاً على { جنة } لأنهم وصفوا بالخوف . وقد قال سبحانه { ولمن خاف مقام ربه جنتان } [ الرحمن :46 ] والتقدير : وجزاهم جنة أخرى دانية عليهم ظلالها . وقوله { لا يرون فيها شمساً ولا زمهريراً } من باب " علفتها تبناً وماء بارداً " وذلك لأن الزمهرير لا يرى أي ولا ينالون زمهريراً وإن أريد بالشمس نكاية شعاعها وحرها فمعنى لا يرون لا ينالون .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.