{ متكئين فيها على الأرائك لا يرون فيها شمسا ولا زمهريرا ( 13 ) ودانية عليهم ظلالها وذللت قطوفها تذليلا ( 14 ) ويطاف عليهم بآنية من فضة وأكواب كانت قواريرا ( 15 ) قواريرا من فضة قدروها تقديرا ( 16 ) }
وقوله { متكئين فيها على الأرائك } منصوب على الحال من مفعول جزاهم ، والعامل فيها جزي ولا يعمل فيها صبروا ، لأن الصبر إنما كان في الدنيا قال الفراء وإن شئت جعلت متكئين تابعا كأنه قال وجزاهم جنة متكئين فيها .
وقال الأخفش يجوز أن يكون منصوبا على المدح والضمير في ( فيها ) يعود إلى الجنة ، وجوز أبو البقاء والزمخشري أن يكون متكئين صفة لجنة ، وهذا لا يجوز عند البصريين لأنه كان يلزم بروز الضمير فيقال متكئين هم فيها لجريان الصفة على غير من هي له ، وقد منعه مكي لما ذكر من عدم بروز الضمير ، ولا يجوز كونه حالا من فاعل صبروا لأن الصبر كان في الدنيا واتكاؤهم إنما هو في الآخرة .
والأرائك جمع أريكة وهي السور في الحجال وهي بيت يزين بالثياب والأسرة والستور ، وقد تقدم تفسيرها في سورة الكهف .
{ لا يرون فيها شمسا ولا زمهريرا } الجملة في محل نصب على الحال من مفعول جزاهم ، فتكون من الحال المترادفة أو من الضمير في متكئين فتكون من الحال المتداخلة ، أو صفة أخرى لجنة ، قال ابن مسعود الزمهرير هو البرد الشديد ، والمعنى أنهم لا يرون في الجنة حر الشمس ولا برد لزمهرير ، ومنه قول الأعشى :
منعمة طفلة كالمها لم تر شمسا ولا زمهريرا
وفي الحديث " هواء الجنة سجسج لا حر ولا قر " قال النسفي ، وقال ثعلب الزمهرير القمر بلغة طي وأنشد لشاعرهم :
وليلة ظلامها قد اعتكر قطعتها والزمهرير ما زهر ( {[1672]} )
ويروي ما ظهر أي ما طلع القمر ، وقد تقدم تفسير هذا في سورة مريم .
أخرج البخاري ومسلم وغيرهما عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اشتكت النار إلى ربها فقالت رب أكل بعضي بعضا ، فجعل لها نفسين نفسا في الصيف ونفسا في الشتاء ، فشدة ما تجدون من البرد من زمهريرها ، وشدة ما تجدون في الصيف من الحر من سمومها " .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.