الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{مُّتَّكِـِٔينَ فِيهَا عَلَى ٱلۡأَرَآئِكِۖ لَا يَرَوۡنَ فِيهَا شَمۡسٗا وَلَا زَمۡهَرِيرٗا} (13)

11

وأخرج عبد الرزاق وابن مردويه عن الزهري في قوله : { لا يرون فيها شمساً ولا زمهريراً } قال : حدثني أبو سلمة عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «اشتكت النار إلى ربها ، فقالت : يا رب أكل بعضي بعضاً فنفسني ، فجعل لها في كل عام نفسين نفساً في الشتاء ، ونفساً في الصيف . فشدة البرد الذي تجدون من زمهرير جهنم ، وشدة الحر الذي تجدون من حر جهنم » .

وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري ومسلم والترمذي وابن مردويه من طرق عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «اشتكت النار إلى ربها فقالت : رب أكل بعضي بعضاً ، فجعل لها نفسين نفساً في الشتاء ، ونفساً في الصيف ، فشدة ما تجدونه من البرد من زمهريرها ، وشدة ما تجدونه في الصيف من الحر من سمومها » .

وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد في قوله : { ولا زمهريراً } قال : برداً مقطعاً .

وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن عكرمة قال : الزمهرير هو البرد الشديد .

وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن ابن مسعود قال : الزمهرير إنما هو لون من العذاب ، إن الله تعالى قال : { لا يذوقون فيها برداً ولا شراباً } .

وأخرج البيهقي في الأسماء والصفات عن أبي سعيد الخدري أو أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : «إذا كان يوم حار ألقى الله سمعه وبصره إلى أهل السماء وأهل الأرض ، فإذا قال العبد لا إله إلا الله ما أشد حر هذا اليوم ! اللهم أجرني من حر جهنم ، قال الله عز وجل لجهنم إن عبداً من عبيدي استجار بيّ منك ، وإني أشهدك أني قد أجرته ، وإذا كان يوم شديد البرد ألقى الله سمعه وبصره إلى أهل السماء وأهل الأرض ، فإذا قال العبد : لا إله إلا الله ، ما أشد برد هذا اليوم اللهم أجرني من زمهرير جهنم قال الله لجهنم : إن عبداً من عبيدي استجارني من زمهريرك ، وإني أشهدك أني قد أجرته . فقالوا وما زمهرير جهنم ؟ قال كعب : بيت يلقى فيه الكافر فيتميز من شدة بردها بعضه من بعض » .

وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن مسعود قال : الجنة سجسج لا قر فيها ولا حر .