{ عند سدرة المنتهى } ليلة المعراج . وهذه هي المرة الثانية ، وكانت قبل الهجرة بسنة وأربعة أشهر . وقيل بثلاث سنين ؛ فكان بين الرؤيتين نحو عشر سنين . والسدرة في الأصل : شجرة النبق ؛ وخلق شجرة في السماء كخلق شجرة الزقوم في أصل الجحيم . وعدم رؤيتها بالأرصاد لا يدل على عدم وجودها لفرط بعدها . وقيل : إطلاق السدرة عليها مجاز ؛ لأن الملائكة تجتمع عندها كما يجتمع الناس في ظل السدرة المعروفة . والمنتهى : اسم مكان ، أو مصدر ميمي بمعنى انتهاء ، وإضافة السدرة إليه من إضافة الشيء إلى مكانه ؛ كأشجار البستان . وقيل لها : سدرة المنتهى لانتهاء علوم الخلائق إليها ؛ وما وراءها لا يعلمه إلا الله تعالى .
{ عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى } وهي شجرة عظيمة جدا ، فوق السماء السابعة ، سميت سدرة المنتهى ، لأنه ينتهي إليها ما يعرج من الأرض ، وينزل إليها ما ينزل من الله ، من الوحي وغيره ، أو لانتهاءعلم الخلق{[894]} إليها أي : لكونها فوق السماوات والأرض ، فهي المنتهى في علوها{[895]} أو لغير ذلك ، والله أعلم .
فرأى محمد صلى الله عليه وسلم جبريل في ذلك المكان ، الذي هو محل الأرواح العلوية الزاكية الجميلة ، التي لا يقربها شيطان ولا غيره من الأرواح الخبيثة .
{ عند سدرة المنتهى } هي شجرة في السماء السابعة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ثمرتها كالقلال وورقها كآذان الفيلة " ، وسميت سدرة المنتهى لأن إليها ينتهي علم كل عالم ولا يعلم ما وراءها إلا الله تعالى وقيل : سميت بذلك لأن ما نزل من أمر الله يلتقي عندها فلا يتجاوزها ملائكة العلو إلى أسفل ولا يتجاوزها . ملائكة السفل إلى أعلى .
وعين الوقت بتعين المكان فقال : { عند سدرة المنتهى * } أي الشجرة التي هي كالسدر وينتهي إليها علم الخلائق وينتهي إليها ما يعرج من تحت وما ينزل من فوق ، فيتلقى هنالك ، وذلك - والله أعلم - ليلة الإسراء في السنة الثالثة عشرة من النبوة قبل الهجرة بقليل بعد الترقي في معراج الكمالات من السنين على عدد السماوات وما بينهما من المسافات ، فانتهى إلى منتهى يسمع فيه صريف الأقلام ، وعظمها بقوله :
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.