في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَآ أَحَدٖ مِّن رِّجَالِكُمۡ وَلَٰكِن رَّسُولَ ٱللَّهِ وَخَاتَمَ ٱلنَّبِيِّـۧنَۗ وَكَانَ ٱللَّهُ بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيمٗا} (40)

36

( ما كان محمد أبا أحد من رجالكم )فزينب ليست حليلة ابنه ، وزيد ليس ابن محمد . إنما هو ابن حارثة . ولا حرج إذن في الأمر حين ينظر إليه بعين الحقيقة الواقعة .

والعلاقة بين محمد [ صلى الله عليه وسلم ] وبين جميع المسلمين - ومنهم زيد بن حارثة - هي علاقة النبي بقومه ، وليس هو أبا لأحد منهم :

( ولكن رسول الله وخاتم النبيين ) . .

ومن ثم فهو يشرع الشرائع الباقية ، لتسير عليها البشرية ؛ وفق آخر رسالة السماء إلى الأرض ، التي لا تبديل فيها بعد ذلك ولا تغيير .

( وكان الله بكل شيء عليما ) . .

فهو الذي يعلم ما يصلح لهذه البشرية ، وما يصلحها ؛ وهو الذي فرض على النبي ما فرض ، واختار له ما اختار . ليحل للناس أزواج أدعيائهم ، إذا ما قضوا منهن وطرا ، وانتهت حاجتهم منهن ، وأطلقوا سراحهن . . قضى الله هذا وفق علمه بكل شيء . ومعرفته بالأصلح والأوفق من النظم والشرائع والقوانين ؛ ووفق رحمته وتخيره للمؤمنين .

 
صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَآ أَحَدٖ مِّن رِّجَالِكُمۡ وَلَٰكِن رَّسُولَ ٱللَّهِ وَخَاتَمَ ٱلنَّبِيِّـۧنَۗ وَكَانَ ٱللَّهُ بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيمٗا} (40)

{ ما كان محمدا أبا أحد من رجالكم } أبوة حقيقية تترتب عليها أحكامها من الإرث والنفقة

وحرمت المصاهرة . وزيد من رجالهم ، فليس النبي أبا له ؛ فلا يحرم عليه التزوج بمطلقته . { وخاتم النبيين } أي أنهم به ختموا ؛ فهو كالخاتم والطابع لهم . ختم الله به النبوة فطبع عليها ؛ فلا تفتح لأحد بعده إلى قيام الساعة . وقرئ بكسر التاء ، بمعنى أنه ختمهم أي جاء آخرهم . وقيل : الخاتم – بكسر التاء وفتحها – بمعنى واحد ؛ مثل طابع وطابع . والمراد على القراءتين : أنه صلى الله عليه وسلم آخر أنبياء الله ورسله ؛ فلا نبي ولا رسول بعده إلى قيام الساعة ؛ فمن زعم النبوة بعده فهو كذاب أفّاك ، وكفر بكتاب الله وسنة رسوله .

ولذا أفتينا بكفر طائفة القاديانية ، أتباع المفتون علام أحمد القادياني الزاعم هو وأتباعه أنه نبي يوحى إليه ، وأنه لا تجوز مناكحتهم ولا دفنهم في مقابر المسلمين . وكذلك أفتى الآلوسي بكفر البابية ، وهم عصابة من غلاة الشيعة لهم عقائد مكفرة .