في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{هُوَ ٱللَّهُ ٱلۡخَٰلِقُ ٱلۡبَارِئُ ٱلۡمُصَوِّرُۖ لَهُ ٱلۡأَسۡمَآءُ ٱلۡحُسۡنَىٰۚ يُسَبِّحُ لَهُۥ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ وَهُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ} (24)

ثم يبدأ المقطع الأخير في التسبيحة المديدة .

( هو الله ) . . فهي الألوهية الواحدة . وليس غيره بإله .

( الخالق ) . . ( البارئ ) . . والخلق : التصميم والتقدير . والبرء : التنفيذ والإخراج ، فهما صفتان متصلتان والفارق بينهما لطيف دقيق . .

( المصور ) . وهي كذلك صفة مرتبطة بالصفتين قبلها . ومعناها إعطاء الملامح المتميزة والسمات التي تمنح لكل شيء شخصيته الخاصة .

وتوالي هذه الصفات المترابطة اللطيفة الفروق ، يستجيش القلب لمتابعة عملية الخلق والإنشاء والإيجاد والإخراج مرحلة مرحلة - حسب التصور الإنساني - فأما في عالم الحقيقة فليست هناك مراحل ولا خطوات . وما نعرفه عن مدلول هذه الصفات ليس هو حقيقتها المطلقة فهذه لا يعرفها إلا الله . إنما نحن ندرك شيئا من آثارها هو الذي نعرفها به في حدود طاقاتنا الصغيرة !

( له الأسماء الحسنى ) . . الحسنى في ذاتها . بلا حاجة إلى استحسان من الخلق ولا توقف على استحسانهم .

والحسنى التي توحي بالحسن للقلوب وتفيضه عليها . وهي الأسماء التي يتدبرها المؤمن ليصوغ نفسه وفق إيحائها واتجاهها ، إذ يعلم أن الله يحب له أن يتصف بها . وأن يتدرج في مراقيه وهو يتطلع إليها .

وخاتمة هذه التسبيحة المديدة بهذه الأسماء الحسنى ، والسبحة البعيدة مع مدلولاتها الموحية وفي فيوضها العجيبة ، هي مشهد التسبيح لله يشيع في جنبات الوجود ، وينبعث من كل موجود :

يسبح له ما في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم . .

وهو مشهد يتوقعه القلب بعد ذكر تلك الأسماء ؛ ويشارك فيه مع الأشياء والأحياء . . كما يتلاقى فيه المطلع والختام . في تناسق والتئام .

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{هُوَ ٱللَّهُ ٱلۡخَٰلِقُ ٱلۡبَارِئُ ٱلۡمُصَوِّرُۖ لَهُ ٱلۡأَسۡمَآءُ ٱلۡحُسۡنَىٰۚ يُسَبِّحُ لَهُۥ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ وَهُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ} (24)

الخالق : الموجِد للأشياء على مقتضى الحكمة .

البارئ : المبرز لها على صفحة الوجود بحسب السنن التي وضعها ، والغرض الذي وجدت له .

المصوِّر : موجد الأشياء على صورها ومُختلف أشكالها كما أراد .

الأسماء الحسنى : الأسماء الدالّة على المعاني التي تظهر في مظاهر هذا الوجود ، فنظم الحياة وبدائع ما فيها دليل على كمال صفاته .

فهو الإله الذي لا ربَّ غيره { لَهُ الأسمآء الحسنى } يسبّح له ما في السموات وما في الأرض وهو العزيزُ الحكيم .

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{هُوَ ٱللَّهُ ٱلۡخَٰلِقُ ٱلۡبَارِئُ ٱلۡمُصَوِّرُۖ لَهُ ٱلۡأَسۡمَآءُ ٱلۡحُسۡنَىٰۚ يُسَبِّحُ لَهُۥ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ وَهُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ} (24)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

{هو الله الخالق} يعني خالق كل شيء خلق النطفة والمضغة،

ثم قال: {البارئ} الأنفس حين يراها بعد مضغة إنسانا فجعل له العينين، والأذنين، واليدين، والرجلين،

ثم قال: {المصور} في الأرحام، كيف يشاء ذكر وأنثى، أبيض وأسود، سوى وغير سوى،

ثم قال: {له الأسماء الحسنى} يعني الرحمن الرحيم العزيز الجبار المتكبر، ونحوها من الأسماء...

ثم قال: {يسبح له ما في السماوات والأرض} يعني يذكره ويوحده ما في السماوات والأرض وما فيها من الخلق وغيره.

{وهو العزيز} في ملكه {الحكيم} في أمره.

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

يقول تعالى ذكره: هو المعبود الخالق، الذي لا معبود تصلح له العبادة غيره، ولا خالق سواه، البارئ الذي برأ الخلق، فأوجدهم بقدرته، المصوّر خلقه كيف شاء، وكيف يشاء.

وقوله: "لَهُ الأسْماءُ الْحُسْنَى" يقول تعالى ذكره: لله الأسماء الحسنى، وهي هذه الأسماء التي سمى الله بها نفسه، التي ذكرها في هاتين الآيتين.

"يُسَبّحُ لَهُ ما في السّمَوَاتِ والأرْضِ" يقول: يسبح له جميع ما في السموات والأرض، ويسجد له طوعا وكرها.

"وَهُوَ العَزِيزُ" يقول: وهو الشديد الانتقام من أعدائه.

"الْحَكِيمُ" في تدبيره خلقه، وصرفهم فيما فيه صلاحهم...

تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :

{هو الله الخالق البارئ المصور} فالخالق والبارئ واحد، ويقال: برأ أي خلق، والبرية هي الخلق، ويقال: سميت البرية لأنها خلقت من التراب؛ إذ البرى، هو التراب.

{المصور} هو الذي يعطي كل شيء صورته، فيصوره على ما هو، فالتصوير، هو بيان المحدود.

{له الأسماء الحسنى} أي الأمثال العلا، أي لا يسمى بذلك إلا هو.

ويحتمل وجها آخر؛ أي لا شبيه له في أسمائه، ولا يشركه أحد في تلك الأسماء، بل هي خاصته.

الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي 427 هـ :

{الْخَالِقُ} المقدّر المقلّب للشي بالتدبير الى غيره كما قال: {يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقاً مِّن بَعْدِ خَلْقٍ} [الزمر: 6] وقال: {خَلَقَكُمْ أَطْوَاراً} [نوح: 14] المنشئ للأعيان من العدم الى الوجود.

{الْمُصَوِّرُ} الممثل للمخلوقات والعلامات المميّزة والهيئات المتفرّقة حتى يتميّز بها بعضها من بعض؛ يقال: هذه صورة الأمر أي مثاله، فأولا يكون خلقاً ثم (نطفة ثمّ علقة) ثم تصويراً إذا انتهى وكمل، والله أعلم.

النكت و العيون للماوردي 450 هـ :

{الْبَارِئ} فيه وجهان:

أحدهما: المميز للخلق، ومنه قوله: برأت منه، إذا تميزت منه.

الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري 538 هـ :

و {الخالق} المقدر لما يوجده.

«والبارئ» المميز بعضه من بعض بالأشكال المختلفة.

المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية 542 هـ :

وقوله تعالى: {له الأسماء الحسنى} أي ذات الحسن في معانيها القائمة بذاته لا إله إلا هو، وهذه الأسماء هي التي حصرها رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: «إن لله تعالى تسعة وتسعين اسماً، مائة إلا واحداً من أحصاها دخل الجنة»، وقد ذكرها الترمذي وغيره مسندة، واختلف في بعضها، ولم يصح فيها شيء إلا إحصاؤها دون تعين.

زاد المسير في علم التفسير لابن الجوزي 597 هـ :

و {المصور}: الذي أنشأ خلقه على صور مختلفة ليتعارفوا بها: ومعنى التصوير: التخطيط والتشكيل.

مفاتيح الغيب للرازي 606 هـ :

{هو الله الخالق} والخلق هو التقدير معناه أنه يقدر أفعاله على وجوه مخصوصة، فالخالقية راجعة إلى صفة الإرادة. ثم قال: {البارئ} وهو بمنزلة قولنا: صانع وموجد إلا أنه يفيد اختراع الأجسام، ولذلك يقال في الخلق: برية ولا يقال في الأعراض التي هي كاللون والطعم. وأما {المصور} فمعناه أنه يخلق صور الخلق على ما يريد، وقدم ذكر الخالق على البارئ، لأن ترجيح الإرادة مقدم على تأثير القدرة. وقدم البارئ على المصور، لأن إيجاد الذوات مقدم على إيجاد الصفات.

تفسير القرآن العظيم لابن كثير 774 هـ :

وقوله: {هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ} الخلق: التقدير، والبَراء: هو الفري، وهو التنفيذ وإبراز ما قدره وقرره إلى الوجود، وليس كل من قدر شيئًا ورتبه يقدر على تنفيذه وإيجاده سوى الله، عز وجل.

في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :

ثم يبدأ المقطع الأخير في التسبيحة المديدة. (هو الله).. فهي الألوهية الواحدة. وليس غيره بإله. (الخالق).. (البارئ).. والخلق: التصميم والتقدير. والبرء: التنفيذ والإخراج، فهما صفتان متصلتان والفارق بينهما لطيف دقيق..

(المصور). وهي كذلك صفة مرتبطة بالصفتين قبلها. ومعناها إعطاء الملامح المتميزة والسمات التي تمنح لكل شيء شخصيته الخاصة. وتوالي هذه الصفات المترابطة اللطيفة الفروق، يستجيش القلب لمتابعة عملية الخلق والإنشاء والإيجاد والإخراج مرحلة مرحلة -حسب التصور الإنساني- فأما في عالم الحقيقة فليست هناك مراحل ولا خطوات. وما نعرفه عن مدلول هذه الصفات ليس هو حقيقتها المطلقة فهذه لا يعرفها إلا الله. إنما نحن ندرك شيئا من آثارها هو الذي نعرفها به في حدود طاقاتنا الصغيرة!

(له الأسماء الحسنى).. الحسنى في ذاتها. بلا حاجة إلى استحسان من الخلق ولا توقف على استحسانهم...

والحسنى التي توحي بالحسن للقلوب وتفيضه عليها. وهي الأسماء التي يتدبرها المؤمن ليصوغ نفسه وفق إيحائها واتجاهها، إذ يعلم أن الله يحب له أن يتصف بها. وأن يتدرج في مراقيه وهو يتطلع إليها.

وخاتمة هذه التسبيحة المديدة بهذه الأسماء الحسنى، والسبحة البعيدة مع مدلولاتها الموحية وفي فيوضها العجيبة، هي مشهد التسبيح لله يشيع في جنبات الوجود، وينبعث من كل موجود: "يسبح له ما في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم".. وهو مشهد يتوقعه القلب بعد ذكر تلك الأسماء؛ ويشارك فيه مع الأشياء والأحياء.. كما يتلاقى فيه المطلع والختام. في تناسق والتئام...

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

{الله الخالق} تفيد قصراً بطريق تعريف جزأي الجملة هو الخالق، لا شركاؤهم. وهذا إبطال لإلهية ما لا يخلق. قال تعالى: {والذين تدعون من دون الله لا يخلقون شيئاً وهم يخلقون} [النحل: 20]، وقال: {أفمن يخلق كمن لا يخلق أفلا تذكرون} [النحل: 17]،

و {الخالق}: اسم فاعل من الخلق، وأصل الخلق في اللغة إيجاد شيء على صورة مخصوصه. وقد تقدم عند قوله ويطلق الخلق على معنى أخص من إيجاد الصور وهو إيجاد ما لم يكن موجوداً. كقوله تعالى: {ولقد خلقنا السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام} [ق: 38]. وهذا هو المعنى الغالب من إطلاق اسم الله تعالى {الخالق}.

و {المصور}: مكوّن الصور لجميع المخلوقات ذوات الصور المرئية. وإنما ذكرت هذه الصفات متتابعة لأن من مجموعها يحصل تصور الإِبداع الإلهي للإِنسان فابتدئ بالخلق الذي هو الإِيجاد الأصلي ثم بالبرء الذي هو تكوين جسم الإِنسان ثم بالتصّور الذي هو إعطاء الصورة الحسنة، كما أشار إليه قوله تعالى: {الذي خلقك فسواك فعدلك في أي صورة} [الانفطار: 7، 8]، {الذي يصوركم في الأرحام كيف يشاء} [آل عمران: 6]. ووجه ذكرها عقب الصفات المتقدمة، أي هذه الصفات الثلاث أريد منها الإِشارة إلى تصرفه في البشر بالإِيجاد على كيفيته البديعة ليثير داعية شكرهم على ذلك. ولذلك عقب بجملة {يسبح له ما في السموات والأرض}.

واعلم أن وجه إرجاع هذه الصفات الحُسنى إلى ما يناسبها مما اشتملت عليه السورة ينقسم إلى ثلاثة أقسام ولكنها ذكرت في الآية بحسب تناسب مواقع بعضها عقب بعض من تنظير أو احتراس أو تتميم كما علمته آنفاً.

القسم الأول: يتعلق بما يناسب أحوال المشركين وأحلافِهم اليهود المتألبين على النبي صلى الله عليه وسلم وعلى المسلمين بالحرب والكيد والأذى، وأنصارهم من المنافقين المخادعين للمسلمين. وإلى هذا القسم تنضوي صفة {لا إله إلا هو} [الحشر: 23] وهذه الصفة هي الأصل في التهيؤ للتدبر والنظر في بقية الصفات، فإن الإِشراك أصل الضلالات، والمشركون هم الذين يُغرون اليهود، والمنافقون بين يهود ومشركين تستروا بإظهار الإِسلام، فالشرك هو الذي صدّ الناس عن الوصول إلى مسالك الهدى، قال تعالى: {وما زادوهم غيرَ تتبيب} [هود: 101]. وصفة {عالم الغيب} [الحشر: 22] فإن من أصول الشرك إنكار الغيب الذي من آثاره إنكار البعث والجزاء، وعلى الاسترسال في الغي وإعمال السيئات وإنكار الوحي والرسالة. وهذا ناظر إلى قوله تعالى: {ذلك بأنهم شاقوا الله ورسوله} [الأنفال: 13] الآية. وكذلك ذكر صفات « المَلِك، والعزيز، والجبار، والمتكبر»، لأنها تناسب ما أنزله ببني النضير من الرعب والخزي والبطشة.

القسم الثاني: متعلق بما اجْتناه المؤمنون من ثمرة النصر في قصة بني النضير، وتلك صفات: {السلام المؤمن} [الحشر: 23] لقوله: {فما أوجفتم عليه من خيل ولا ركاب} [الحشر: 6]، أي لم يتجشم المسلمون للغنى مشقة ولا أذى ولا قتالاً. وكذلك صفتا {الرحمان الرحيم} [الحشر: 22] لمناسبتهما لإِعطاء حظ في الفيء للضعفاء.

القسم الثالث: متعلق بما يشترك فيه الفريقان المذكوران في هذه السورة فيأخذ كل فريق حظه منها، وهي صفات: « القدوس، المهيمن، الخالق، البارئ، المصور».

{لَهُ الأسمآء الحسنى}. تذييل لما عُدّد من صفات الله تعالى، أي له جميع الأسماء الحسنى التي بعضها الصفات المذكورة آنفاً. والمراد بالأسماء الصفات، عبر عنها بالأسماء لأنه متصف بها على ألسنة خلقه ولكونها بالغة منتهى حقائقها بالنسبة لوصفه تعالى بها فصارت كالأعلام على ذاته تعالى. والمقصود: أن له مدلولات الأسماء الحسنى كما في قوله تعالى: {ثم عرضهم على الملائكة} بعد قوله: {وعلم آدم الأسماء كلها} [البقرة: 31]، أي عرض المسميات على الملائكة.

{يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السماوات والأرض وَهُوَ العزيز الحكيم}. جملة {يسبح له} الخ في موضع الحال من ضمير {له الأسماء الحسنى} يعني أن اتصافه بالصفات الحسنى يضطر ما في السماوات والأرض من العقلاء على تعظيمه بالتسبيح والتنزيه عن النقائص فكل صنف يبعثه علمه ببعض أسماء الله على أن ينزهه ويسبحه بقصد أو بغير قصد.

وجملة {وهو العزيز الحكيم} عطف على جملة الحال وأوثر هاتان الصفتان لشدة مناسبتهما لنظام الخلق. وفي هذه الآية رد العجز على الصدر لأن صدر السورة مماثل لآخرها.

الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - لجنة تأليف بإشراف الشيرازي 2009 هـ :

ولأنّ صفات الله لا تنحصر فقط بالتي ذكرت في هذه الآية، فإنّه سبحانه يشير إلى صفة أساسية لذاته المقدّسة اللامتناهية، حيث يقول عزّ وجلّ: (له الأسماء الحسنى). ولهذا السبب فإنّه سبحانه منزّه ومبرّأ من كلّ عيب ونقص (يسبّح له ما في السماوات والأرض) ويعتبرونه تامّاً وكاملا من كلّ نقص وعيب. وأخيراً للتأكيد الأكثر على موضوع نظام الخلقة يشير سبحانه إلى وصفين آخرين من صفاته المقدّسة، التي ذكر أحدهما في السابق بقوله تعالى: (وهو العزيز الحكيم). الأولى دليل كمال قدرته على كلّ شيء، وغلبته على كلّ قوّة. والثانية إشارة إلى علمه واطّلاعه ومعرفته ببرامج الخلق وتنظيم الوجود وتدبير الحياة. وبهذه الصورة فإنّ مجموع ما ورد في الآيات الثلاث بالإضافة إلى مسألة التوحيد التي تكرّرت مرّتين، فإنّ مجموع الصفات المقدّسة لله سبحانه تكون سبع عشرة صفة مرتبة بهذا الشكل: 1 عالم الغيب والشهادة. 2 الرحمن. 3 الرحيم. 4 الملك. 5 القدّوس. 6 السلام. 7 المؤمن. 8 المهيمن. 9 العزيز. 10 الجبّار. 11 المتكبّر. 12 الخالق. 13 البارئ. 14 المصوّر. 15 الحكيم. 16 له الأسماء الحسنى. 17 الموجود الذي تسبّح له كلّ موجودات العالم. ومن بين مجموع هذه الصفات فإنّنا نلاحظ تنظيماً خاصّاً في الآيات الثلاث وهو: في الآية الأولى يبحث عن أعمّ صفات الذات وهي (العلم) وأعمّ صفات الفعل وهي (الرحمة) التي هي أساس كلّ أعماله تعالى. وفي الآية الثانية يتحدّث عن حاكميته وشؤون هذه الحاكمية وصفاته ك  (القدّوس والسلام والمؤمن والجبّار والمتكبّر) وبملاحظة معاني هذه الصفات المذكورة أعلاه فإنّ جميعها من خصوصيات هذه الحاكمية الإلهية المطلقة. وفي الآية الأخيرة يبحث مسألة الخلق وما يرتبط بها من انتظام في مقام تسلسل الخلقة والتصوير، وكذلك البحث في موضوع القدرة والحكمة الإلهية. وبهذه الصورة فإنّ هذه الآيات تأخذ بيد السائرين في طريق معرفة الله، وتقودهم من درجة إلى درجة ومن منزل إلى منزل، حيث تبدأ الآيات أوّلا بالحديث عن ذاته المقدّسة، ومن ثمّ إلى عالم الخلقة، وتارةً أخرى بالسير نحو الله تعالى، حيث ترتفع روحيته إلى سمو الواحد الأحد، فيتطهّر القلب بالأسماء والصفات الإلهية المقدّسة، ويربى في أجواء هذه الأنوار والمعارف، حيث تنمو براعم التقوى على ظاهر أغصان وجوده، وتجعله لائقاً لقرب جواره لكي يكون وجوداً منسجماً مع كلّ ذرّات الوجود، مردّدين معاً ترانيم التسبيح والتقديس.

ملاحظتان:

ـ التأثير الخارق للقرآن الكريم: إنّ لتأثير القرآن الكريم في القلوب والأفكار واقعية لا تنكر، وعلى طول التاريخ الإسلامي لوحظت شواهد عديدة على هذا المعنى، وثبت عملياً أنّ أقسى القلوب عند سماعها لآيات محدودة من القرآن الكريم تلين وتخضع وتؤمن بالذي جاء بالقرآن دفعةً واحدة، اللهمّ عدا الأشخاص المعاندين المكابرين فقد استثنوا من ذلك حيث طبع الله على قلوبهم فهم لا يفقهون، وليس هنالك من أمل في هداية نفوسهم المدبِرة عن الله سبحانه. ونقرأ في الآيات أعلاه العرض الرهيب الذي يصوّر نزول القرآن على جبل، وما هو الأثر سيحدثه حيث الخضوع والتصدّع والخشوع، وهذه كلّها دليل تأثير هذا الكلام الإلهي الذي نحسّ بحلاوة طعمه عند التلاوة المقرونة بحضور القلب. 2 ـ عظمة الآيات الأخيرة لسورة الحشر: إنّ الآيات الأخيرة لهذه السورة ـ التي اشتملت على قسم مهمّ من الأسماء والصفات الإلهية ـ آيات خارقة وعظيمة وملهمة، وهي درس تربوي كبير للإنسان، لأنّها تقول له: إذا كنت تطلب قرب الله، وتريد العظمة والكمال.. فاقتبس من هذه الصفات نوراً يضيء وجودك. والخلاصة أنّ الروايات التي جاءت في هذا المجال كثيرة... وتدلّ جميعها على عظمة هذه الآيات ولزوم التفكّر في محتواها. والجدير بالملاحظة أنّ هذه السورة كما أنّها بدأت بتسبيح الله واسمه العزيز الحكيم، فكذلك انتهت باسمه العزيز الحكيم، إذ أنّ الهدف النهائي للسورة هو معرفة الله وتسبيحه والتعرّف على أسمائه وصفاته المقدّسة.

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{هُوَ ٱللَّهُ ٱلۡخَٰلِقُ ٱلۡبَارِئُ ٱلۡمُصَوِّرُۖ لَهُ ٱلۡأَسۡمَآءُ ٱلۡحُسۡنَىٰۚ يُسَبِّحُ لَهُۥ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ وَهُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ} (24)

ولما تم دليل الوحدانية بما حل من التفهيم بالتدني إلى الملك ثم بالتعلي إلى التكبر فأنتج هذه الخاتمة ، ابتدأ سبحانه دليلاً آخر هو{[64298]} في غاية التنزل والوضوح ، فقال مفتتحاً بما افتتح به الأول من الترتيب في المراتب الثلاث ، غيب الغيب ثم الغيب ثم الظهور على مراتبه ، إعلاماً بأنه لا براح عن الإيمان بالغيب ، ومن برح عنه هلك { وهو } أي الذي لا شيء يستحق أن يطلق عليه هذا الضمير{[64299]} غيره لأن وجوده من ذاته ولا شيء غيره إلا وهو ممكن فهو أهل لأن لا يكون فلا يكون له ظهور ليكون له بطون .

ولما ابتدأ بهذا الغيب المحض الذي هو أظهر الأشياء ، أخبر عنه{[64300]} بأشهر الأسماء الذي لم يقع فيه شركة بوجه فقال : { الله } أي الذي ليس له سمي{[64301]} فلا كفوء له فهو المعهود بالحق فلا شريك له بوجه . ولما بدأ سبحانه بهذا الدليل الجامع بين{[64302]} الغيب والظهور ، ثنى بتنزل متضمن للعلم والقدرة فهو في غاية الظهور فقال : { الخالق } أي الذي لا خالق على الحقيقة{[64303]} إلا هو لأن الخلق فرض حد وقدر في مطلق منه لم يكن{[64304]} فيه بعد حد ولا قدر كالحاذي يخلق أي يقدر في الجلد حداً{[64305]} وقدراً لنعل ونحوه وهو سابق للفري والبري ونحوه " سبق العلم العمل " فالخالق{[64306]} في الحقيقة{[64307]} هو الذي كل شيء عنده بمقدار ، الذي يقول :{ يخلقكم في بطون أمهاتكم خلقاً من بعد خلق }[ الزمر : 6 ] ، { وإن من شيء إلا عندنا خزائنه وما ننزله إلا بقدر معلوم }[ ، ومن ناشئة القدر الفرق والترتيب ، ومن ناشئة الفرق والترتيب الإحياء والإماتة ، ومن معاد الفرق {[64308]}والإحياء والإماتة{[64309]} على أول أمره الجمع والرب ، فلا يملك الخلق والفرق إلا من يملك الجمع والرب ، وقد أوتي الخلق ملكة ما في الفرق والشتات ، ولم يملكوا جمع{[64310]} ما فرقوا ولا ألف ما شتتوا كالقاطع{[64311]} عضواً لا يقدر على لأمه ، والهادم بناء لا يقدر على رمه على حده ، والكاسر شيئاً لا يقدر على وصله ، فلأن الخلق لا يحيطون بتقدير ما يسرعون في قدره ولا يقدرون بعد الفرق والفري على رمه ووصله كان المحيط التقدير في الشيء من جميع جهاته وجملة حدوده ، القادر على جمع{[64312]} ما فرق الذي كما بدأ أول خلق يعيده هو أحسن الخالقين ، وتلايح تحت هذا اللبس في إطلاق اسم الخالق على الخالق{[64313]} الحق ذي الحول والقوة والقدرة والإحاطة والإبداء والإعادة ، وعلى الخالق من الخلق المقدر بغير إحاطة علم ولا تأصيل حول ولا قدرة ، ولا إتمام إبداء لاحظ من إعادة أنه لا خالق إلا الله كما أنه لا معيد لما بدأ إلا الله ، وأن ليس إطلاق هذا الاسم على الخلق مبدأ فتنته التي يضل بها من يشاء ويهدي من يشاء ، وتحقيق أفراد الخلق لله{[64314]} فيما ظهر{[64315]} على أيدي أهل الملك والملكوت وإحاطة جبروته بما ظهر وما بطن من أعمالهم وصنائعهم ، هو أول مجمع من مجامع التوحيد ، وهو أساس لإيمان أمة محمد صلى الله عليه وسلم ، حيث فرض عليهم في الفاتحة { إياك نعبد وإياك نستعين } فهم خير أمة أخرجت للناس حيث أخلصوا الدين لله ، {[64316]}ولموقع الشرك{[64317]} فيه كانت القدرية مجوس هذه الأمة .

ولما كان {[64318]}الخالق الحق هو من أتقن التقدير والبريء وإن كان أغلب الخلق لقصورهم لا يفهمون منه إلا مطلق التقدير كما قال شاعرهم{[64319]} :ولأنت تفري ما خلقت *** وبعض القوم يخلق ثم لا يفري

أردفه تنبيهاً على ذلك وتصريحاً وتأكيداً قوله : { البارئ } أي{[64320]} الذي يدقق {[64321]}بما وقع{[64322]} به التقدير ويقطعه ويصلحه لقبول الصورة على أتم حال ، فإن كان من المحيط العلم كان تمام التهيؤ للصورة على كمال المشيئة فيها ، وإن كان ممن {[64323]}لا يحيط علماً طرأ له في البرء{[64324]} من النقص عن التمام ما لا يمكن معه حصول المقصود في الصورة ، ولا يكاد يقع الإحسان للخلق في مصوراتهم إلا وفاقاً لا يعلمون كنهه ولا يثقون بحصوله .

ولما كان من يهيئ الأمور للتصوير قد لا يتقنه قال : { المصور } فإن التصوير إتمام تفصيل الخلق الظاهر وإكمال تخطيطه وإحكام أعضائه وهو حد ما انتهى إليه الخلق في الظهور ، وليس وراء ظهور الصور كون إلا لطائف تطويرها في إسنان كمالها بعد بعثها بإحيائها بما لها من الروح المقوم لها سواء كان حيوانياً أو غيره إلى غاية كما لها الذي يعطيه المصور لها إفضالاً ومزيداً ويظهره إبداعاً ، ويتضح{[64325]} الفرق جداً بين الأسماء الثلاثة بالبناء فإنه يحتاج أولاً إلى مقدر{[64326]} يقدر ما لا بد منه من الحجر{[64327]} واللبن والخشب والحديد ومساحة الأرض وعدد الأبنية وطولها وعرضها ، وهذا يتولاه المهندس فيرسمه وهو الخلق ثم يحتاج إلى حجار ينحت الحجارة ويهيئها لتصلح لمواضعها{[64328]} التي تكون فيها من الأبواب وأوساط الجدر وأطرافها وزواياها غير ذلك ، وكذا الخشاب والحداد في الخشب والحديد وهو البرئ{[64329]} ، ثم يأخذ الكل البناء فيضعها مواضعها إلى أن تقوم صورتها التي رسمها المهندس أولاً وقدرها ، ولا تقوم الصورة{[64330]} بالحق إلا إذا كانت محكمة بحسب الطاقة كما أن البناء يضع الحجارة أولاً ثم يجعل{[64331]} الخشب فوقها لا بالاتفاق بل بالحكمة ، ولو قلب ذلك لم تثبت الصورة ولم يكن لها الاسم إلا على أقل وجوه الضعف{[64332]} فكل من كان أحكم كان تصويره أعظم ، ولذلك{[64333]} لا مصور في الحقيقة إلا الله الخالق {[64334]}البارئ المصور سبحانه{[64335]} ، قال الرازي في اللوامع : والتصوير موجود في كل أجزاء العالم وإن صغر حتى في الذرة والنملة بل في كل عضو من أعضاء النملة ، بل الكلام يطول في طبقات العين وعددها وهيئاتها وشكلها ومقاديرها وألوانها ، ووجه الحكمة فيها ، فمن لم يعرف صورتها لم يعرف مصورها إلا بالاسم المجمل ، وهكذا القول في كل صورة لكل حيوان ونبات بل لكل جزء من نبات وحيوان .

ولما علم من هذا أنه لا بد أن يكون المصور بالغ الحكمة ، أردفه بقوله تعالى : { له } أي خاصة لا لغيره { الأسماء الحسنى } أي من الحكيم وغيره ممن لا يتم التصوير إلا به ولا تدركونه أنتم{[64336]} حق إدراكه .

ولما أخبر سبحانه أول السورة أن الكائنات أوجدت تسبيحه خضوعاً{[64337]} لعزته وحكمته ، ودل على ذلك بما تقدم إلى أن أسمعه الآذان الواعية بالأسماء الحسنى ، دل على دوام اتصافه بذلك{[64338]} من يحتاج لما له{[64339]} من النقص من الخلق إلى التذكير فعبر بالمضارع فقال : { يسبح } أي يكرر{[64340]} التنزيه الأعظم من كل شائبة نقص على سبيل التجدد والاستمرار { له } أي على وجه التخصيص بما أفهمه قصر المتعدي وتعديته باللام { ما في السماوات } ولما كان هذا المنزه{[64341]} الذي استجلى التنزيه من الأسماء الحسنى قد أشرقت أنفاسه ولطفت أقطاره وأغراسه حتى صار علوياً{[64342]} فرأى الأرض عالية كالسماء لما{[64343]} شاركتها به في الدلالة على تمام كماله فجعلها معها لأنه لا يحتاج إلى تأكيد كالشيء الواحد بإسقاط " ما " وألصقها بها{[64344]} إلاحة إلى ذلك فقال : { والأرض } فمن تأمل الوجود مجملاً ومفصلاً ، علم تسبيح{[64345]} ذلك كله بنعوت الكمال وأوصاف الجلال والجمال { وهو } أي والحال أنه وحده { العزيز } أي{[64346]} الذي يغلب كل شيء ولا يغلبه شيء ولا يوجد له مثل ، ويعز الوصول إليه وتشتد الحاجة إليه .

ولما كان من يكون بهذه الصفة لا يتم أمره ويثبت كل ما يريده إلا إن كان على قانون الحكمة قال : { الحكيم * } من الحكمة وهي{[64347]} إتقان الحكم وإنهاؤها إلى حد لا يمكن نقضه والحكم قال الحرالي : المنع عما يترامى إليه المحكوم إيالة عليه وحمله{[64348]} على ما يمتنع منه نظراً له ، ففي ظاهره الجهد وفي باطنه الرفق ، وفي عاجله الكره ، وفي آجله الرضى والروح ، فموقعه في الأبدان المداواة " تداووا عباد الله فإن الذي أنزل الداء أنزل الدواء " ، وموقعه في الأديان التزام الأحكام والصبر والمصابرة على مجاهدة{[64349]} الأعمال وجهاد الأعداء ظاهراً من عدو الدين{[64350]} والبغي وباطناً من عدو النفس ( أعدى عدوك نفسك التي بين جنبيك ) ومن بعض{[64351]} الأهل والولد عدو ، والشيطان عدو يجري من ابن آدم مجرى الدم

{ إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدواً }[ فاطر : 6 ] فالحمل على جميع أنواع الصبر والمصابرة ظاهراً بالإيالة العالية هو الحكم والعلم بالأمر الذي لأجله وجب الحكم من قوام أمر عاجلته وحسن العقبى في آجلته من الحكمة ، فالحكم مباح التعليم للناس عامة بل واجب أن يتعلم كل امرئ من الأحكام ما يخصه ، وأن ينتدب طائفة لعلم{[64352]} ما يعم جميع الناس

{ فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين }[ التوبة : 122 ] والحكمة التي هي العلم بما لأجله وجب الحكم من{[64353]} مشروطه التعليم بالتزكية

{ هو الذي بعث في الأميين رسولاً منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة{[64354]} وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين }[ الجمعة : 2 ] فما يعلمهم الحكمة{[64355]} إلا بعد التزكية فمن تزكى فهو من أهلها ومن لم يتزك فليس من أهلها ، فالحكمة تحلي مرارة جهد العمل بالأحكام فييسر بها ما يعسر دونها ، والحكم ضيق الأمر للنفس كما أن السجن ضيق الخلق للبدن ، والحكمة توطد محمل ضيق الحكم لأنها تخرج وتؤول إلى سعة الواسع ، ولا يتم الحكم وتستوي الحكمة إلا بحسب سعة العلم .

ولما لم يكن للخلق{[64356]} من العلم إلا بقدر ما يهبهم الله لم يكن لهم من الحكمة إلا مقدار ما يورثهم ، { ولقد آتينا لقمان الحكمة }[ لقمان : 12 ] ولما كان إنما العلم عند الله كان إنما الحكمة حكمة الله وإنما الحكم حكم الله ، فهو الحكيم الذي لا حكيم إلا هو - انتهى . وقد علم سر اتباع الأسماء الشريفة من غير عطف ، وذاك أنه لما ابتدأ ب " هو " وأخبر عنه بالاسم العلم الأعظم المفرد المصون الجامع لجميع معاني الأسماء الحسنى ، أتبعه تلك الأوصاف العلى من غير عطف إعلاماً بأنه لا شيء منها يؤدي جميع معناه بالمفهوم المتعارف عند أهل اللغة ، ولذلك جمع{[64357]} بعدها الأسماء إشارة إلى أنه لا يجمع معناه إلا جميع الأوصاف المنزلة في كتبه والمأخوذة عن أوليائه التي استأثر بها في غيبه وليس شيء مما ذكر ههنا مضاداً{[64358]} في المعنى{[64359]} الظاهري للآخر كالأول والآخر حتى يظن لأجله نقص في المعنى بسبب ترك العطف ، وأما ترتيبها هكذا فلأن كل اسم منها كما مضى شارح لما خفي من الذي قبله ومبين للازمه ، وموضح لما ألاح أنه من مضمونه ، وقد انعطف على افتتاحها ختامها وعانق ابتداؤها تمامها ، ووفى مطلعها مقطعها ، وزاد وبلغ الغاية{[64360]} من الإرشاد إلى سبيل الرشاد ، فسبحان{[64361]} من أنزله برحمته{[64362]} رحمة للعباد ، وهادياً إلى الصواب والسداد{[64363]} .


[64298]:- من ظ وم، وفي الأصل: فهو.
[64299]:- زيدت العبارة من ظ وم.
[64300]:- من ظ وم، وفي الأصل: عنهم.
[64301]:- من ظ وم، وفي الأصل: مسمى.
[64302]:- تكرر في الأصل فقط.
[64303]:- زيد في الأصل: غيره، ولم تكن الزيادة في ظ وم فحذفناها.
[64304]:- من ظ وم، وفي الأصل: فلم يكن.
[64305]:- من ظ وم، وفي الأصل: حد.
[64306]:- في ظ وم: حقيقة.
[64307]:- في ظ و م: حقيقة.
[64308]:- سقط ما بين الرقمين من ظ.
[64309]:- سقط ما بين الرقمين من ظ.
[64310]:- من ظ وم، وفي الأصل: جميع.
[64311]:- من ظ، وفي الأصل وم: طالقا.
[64312]:- من م، وفي الأصل وظ: جميع.
[64313]:- زيد من ظ و م.
[64314]:- من ظ وم، وفي الأصل: إلى الله.
[64315]:- من ظ وم، وفي الأصل: يظهر.
[64316]:- من ظ وم، وفي الأصل: الموقع للشرك.
[64317]:- من ظ وم، وفي الأصل: الموقع للشرك.
[64318]:- من ظ وم، وفي الأصل: القادر.
[64319]:- من ظ وم، وفي الأصل: الشاعر.
[64320]:- زيد من ظ وم.
[64321]:- من م، وفي الأصل وظ: لا يدفق.
[64322]:- زيد في الأصل وظ: من، ولم تكن الزيادة في م فحذفناها.
[64323]:- من ظ، وفي الأصل وم: مما.
[64324]:- من ظ وم، وفي الأصل: البر.
[64325]:- من ظ وم، وفي الأصل: يصح.
[64326]:- من ظ وم، وفي الأصل: مقدار.
[64327]:- من ظ وم، وفي الأصل: الصخر.
[64328]:- من ظ وم، وفي الأصل: تواضعها.
[64329]:- من ظ وم، وفي الأصل: إليه.
[64330]:- زيد في الأصل: إلا، ولم تكن الزيادة في ظ وم فحذفناها.
[64331]:- من ظ وم، وفي الأصل: جعل.
[64332]:- من ظ وم، وفي الأصل: الصنف.
[64333]:- من ظ، وفي الأصل: ذلك.
[64334]:- سقط ما بين الرقمين من ظ.
[64335]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[64336]:- زيد من ظ وم.
[64337]:- من ظ وم، وفي الأصل: خصوصا.
[64338]:-زيد من ظ وم.
[64339]:-زيد من ظ وم.
[64340]:- في ظ: ينزه.
[64341]:- من ظ وم، وفي الأصل: التنزه.
[64342]:- من ظ وم، وفي الأصل: علوية.
[64343]:- من ظ وم، وفي الأصل: ما.
[64344]:- من م، وفي الأصل وظ: به.
[64345]:- من ظ وم، وفي الأصل: اسنتج.
[64346]:- من ظ وم، وفي الأصل: علوية.
[64347]:- من ظ وم، وفي الأصل: هو.
[64348]:- من ظ وم، وفي الأصل: حلمه.
[64349]:- من م، وفي الأصل وظ: مجاهدات.
[64350]:- من ظ وم، وفي الأصل: عدم.
[64351]:- من ظ وم، وفي الأصل: أبغض.
[64352]:- من ظ وم، وفي الأصل: العلم.
[64353]:- سقط من ظ وم.
[64354]:- سقط ما بين الرقمين من ظ.
[64355]:- زيد من ظ وم.
[64356]:- من م، وفي الأصل وظ: للخلق.
[64357]:- من م، وفي الأصل وظ: جمعها.
[64358]:- من ظ وم، وفي الأصل: مضادة.
[64359]:- زيد من ظ وم.
[64360]:- من ظ وم، وفي الأصل: الآية.
[64361]:- من ظ وم، وفي الأصل: سبحان.
[64362]:- سقط من م.
[64363]:- زيد في الأصل: وإلى طريق الرشاد، ولم تكن الزيادة في ظ وم فحذفناها.
 
تفسير الجلالين للمحلي والسيوطي - تفسير الجلالين [إخفاء]  
{هُوَ ٱللَّهُ ٱلۡخَٰلِقُ ٱلۡبَارِئُ ٱلۡمُصَوِّرُۖ لَهُ ٱلۡأَسۡمَآءُ ٱلۡحُسۡنَىٰۚ يُسَبِّحُ لَهُۥ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ وَهُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ} (24)

{ هو الله الخالق البارئ المصور له الأسماء الحسنى يسبح له ما في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم } .

{ هو الله الخالق البارىء } المنشىء من العدم ، { المصور له الأسماء الحسنى } التسعة والتسعون الوارد بها الحديث ، والحسنى مؤنث الأحسن ، { يسبح له ما في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم } تقدم أولها .

 
التفسير الميسر لمجموعة من العلماء - التفسير الميسر [إخفاء]  
{هُوَ ٱللَّهُ ٱلۡخَٰلِقُ ٱلۡبَارِئُ ٱلۡمُصَوِّرُۖ لَهُ ٱلۡأَسۡمَآءُ ٱلۡحُسۡنَىٰۚ يُسَبِّحُ لَهُۥ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ وَهُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ} (24)

{ هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ْبِ ( 24 ) } .

هو الله سبحانه وتعالى الخالق البارئ للخلق على مقتضى حكمته ، المصوِّر خلقه كيف يشاء ، له سبحانه الأسماء الحسنى والصفات العلى ، يسبِّح له جميع ما في السموات والأرض ، وهو العزيز شديد الانتقام مِن أعدائه ، الحكيم في تدبيره أمور خلقه .

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{هُوَ ٱللَّهُ ٱلۡخَٰلِقُ ٱلۡبَارِئُ ٱلۡمُصَوِّرُۖ لَهُ ٱلۡأَسۡمَآءُ ٱلۡحُسۡنَىٰۚ يُسَبِّحُ لَهُۥ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ وَهُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ} (24)

قوله : { هو الله الخالق البارئ المصور له الأسماء الحسنى } الخالق ، من الخلق ومعناه التقدير{[4509]} فالله الذي يقدر الأشياء على نحو ما يشاء . وهو سبحانه { البارئ } يعني المنشئ الموجد . وهو { المصور } من التصوير وهو التخطيط والتشكيل . فالمصور الذي يجعل صور الخلق على هيئات مختلفة ، { له الأسماء الحسنى } وهي الأسماء التي سمى الله بها نفسه . وجاء في الصحيحين عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن لله تسعا وتسعين اسما ، مائة إلا واحد من أحصاها دخل الجنة . وهو وتر يحب الوتر " .

قوله : { يسبح له ما في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم } كل شيء في الوجود يسبح بحمد الله فينزهه عن النقائص والعيوب . وهو سبحانه { العزيز الحكيم } أي القوي الذي لا يغلب ، والحكيم في أفعاله وأقواله وتدبير خلقه{[4510]} .


[4509]:المصباح جـ 1 ص 193.
[4510]:تفسير الطبري جـ 28 ص 35 – 37 وتفسير ابن كثير جـ 4 ص 344 وفتح القدير جـ 5 ص 208.