ثم يعرض ما ينتظر أهل الضلال يوم القيامة في مشهد بائس في موعد حصاد الأعمال !
( أفمن يتقي بوجهه سوء العذاب يوم القيامة ? وقيل للظالمين : ذوقوا ما كنتم تكسبون ) . .
والإنسان يقي وجهه عادة بيديه وجسمه . فأما هنا فهو لا يملك أن يدفع عن نفسه النار بيديه ولا برجليه ، فيدفعها بوجهه ، ويتقي به سوء العذاب . مما يدل على الهول والشدة والاضطراب . وفي زحمة هذا العذاب يتلقى التأنيب ، وتدفع إليه حصيلة حياته ويا لها من حصيلة : ( وقيل للظالمين : ذوقوا ما كنتم تكسبون ) !
قوله تعالى : " أفمن يتقي بوجهه سوء العذاب " قال عطاء وابن زيد : يرمى به مكتوفا في النار فأول شيء تمس منه النار وجهه . وقال مجاهد : يجر على وجهه في النار . وقال مقاتل : هو أن الكافر يرمى به في النار مغلولة يداه إلى عنقه ، وفي عنقه صخرة عظيمة كالجبل العظيم من الكبريت ، فتشتعل النار في الحجر وهو معلق في عنقه ، فحرها ووهجها على وجهه ؛ لا يطيق دفعها عن وجهه من أجل الأغلال . والخبر محذوف . قال الأخفش : أي " أفمن يتقي بوجهه سوء العذاب " أفضل أم من سعد ، مثل : " أفمن يلقى في النار خير أمن يأتي آمنا يوم القيامة " [ فصلت : 40 ] . " وقيل للظالمين " أي وتقول الخزنة للكافرين " ذوقوا ما كنتم تكسبون " أي جزاء كسبكم من المعاصي . ومثله " هذا ما كنزتم لأنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون " [ التوبة :35 ] .
قوله تعالى : { أَفَمَنْ يَتَّقِي بِوَجْهِهِ سُوءَ الْعَذَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَقِيلَ لِلظَّالِمِينَ ذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ } : ذكر الوجه للاتقاء به من سوء العذاب ، وهو ( الوجه ) أشرف الأعضاء في الإنسان ؛ فإن الخاسر الذي يلقى في النار تكون يداه مغلولتين إلى عنقه فلا يستطيع أن يتقي النار حينئذ إلا بوجهه . فمن كان شأنه هكذا وهو اتقاؤه النار وسوء العذاب يوم القيامة بوجهه ، ويداه مغلولتان ، كمن و آمن لا يصيبه مكروه ولا أذى بل هو ناج مطمئن .
قوله : { وَقِيلَ لِلظَّالِمِينَ ذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ } معطوف على { يَتَّقِي بِوَجْهِهِ } أي يتقي النار وسوء العذاب بوجهه ، ويقال لهم من خزنة جهنم على سبيل التعنيف والتقريع وزيادة في التنكيل { ذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ } أي ذوقوا وبال كسبكم للكفر والعصيان في الدنيا .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.