في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{وَيُدۡخِلُهُمُ ٱلۡجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمۡ} (6)

( ويدخلهم الجنة عرفها لهم ) . .

وقد ورد حديث عن تعريف الله الجنة للشهداء رواه الإمام أحمد في مسنده قال : حدثنا زيد بن نمر الدمشقي ، حدثنا ابن ثوبان ، عن أبيه ، عن مكحول ، عن كثير بن مرة ، عن قيس الجذامي - رجل كانت له صحبة - قال : قال رسول الله [ صلى الله عليه وسلم ] : " يعطى الشهيد ست خصال : عند أول قطرة من دمه ، تكفر عنه كل خطيئة ؛ ويرى مقعده من الجنة ، ويزوج من الحور العين ، ويأمن من الفزع الأكبر ومن عذاب القبر ، ويحلى حلة الإيمان " . . [ تفرد به أحمد . وقد روى حديثا آخر قريبا من هذا المعنى . وفيه النص على رؤية الشهيد لمقعده من الجنة . أخرجه الترمذي وصححه ابن ماجه ] .

فهذا تعريف الله الجنة للشهداء في سبيله . وهذه هي نهاية الهداية الممتدة ، وإصلاح البال المستأنف بعد مغادرتهم لهذه الأرض . ونماء حياتهم وهداهم وصلاحهم هناك عند الله .

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{وَيُدۡخِلُهُمُ ٱلۡجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمۡ} (6)

وفيها كل ما لذ وطاب ، وهم يعرفون منازلهم فيها كما يعرفون منازلهم في الدنيا .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{وَيُدۡخِلُهُمُ ٱلۡجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمۡ} (6)

{ وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ } أي : عرفها أولا ، بأن شوقهم إليها ، ونعتها لهم ، وذكر لهم الأعمال الموصلة إليها ، التي من جملتها القتل في سبيله ، ووفقهم للقيام بما أمرهم به ورغبهم فيه ، ثم إذا دخلوا الجنة ، عرفهم منازلهم ، وما احتوت عليه من النعيم المقيم ، والعيش السليم .

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{وَيُدۡخِلُهُمُ ٱلۡجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمۡ} (6)

أي إذا دخلوها يقال لهم تفرقوا إلى منازلكم ، فهم أعرف بمنازلهم من أهل الجمعة إذا انصرفوا إلى منازلهم . قال معناه مجاهد وأكثر المفسدين . وفي البخاري ما يدل على صحة هذا القول عن أبي سعيد الخدري ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يخلص المؤمنون من النار فيحبسون على قنطرة بين الجنة والنار ، [ فيقص لبعضهم من بعض مظالم كان بينهم في الدنيا ]{[13907]} حتى إذا هذبوا ونقوا أذن لهم في دخول الجنة فوالذي نفس محمد بيده لأحدهم أهدى بمنزله في الجنة [ منه ]{[13908]} بمنزله في الدنيا ) . وقيل : " عرفها لهم " أي بينها لهم حتى عرفوها من غير استدلال . قال الحسن : وصف الله تعالى لهم الجنة في الدنيا ، فلما دخلوها عرفوها بصفتها . وقيل : فيه حذف ، أي عرف طرقها ومساكنها وبيوتها لهم ، فحذف المضاف . وقيل : هذا التعريف ، بدليل ، وهو الملك الموكل بعمل العبد يمشي بين يديه ويتبعه العبد حتى يأتي العبد منزله ، ويعرفه الملك جميع ما جعل له في الجنة . وحديث أبي سعيد الخدري يرده . وقال ابن عباس : " عرفها لهم " أي طيبها لهم بأنواع الملاذ ؛ مأخوذ من العرف ، وهو الرائحة الطيبة . وطعام معرف أي مطيب ، تقول العرب : عرفت القدر إذا طيبتها بالملح والأبزار . وقال الشاعر يخاطب رجلا ويمدحه :

عَرُفَتْ كإِتْبٍ عرَّفته اللطائمُ{[13909]}

يقول : كما عرف الإتب ، وهو البَقِيرُ والبَقِيرة ، وهو قميص لا كُمَّيْن له تلبسه النساء . وقيل : هو من وضع الطعام بعضه على بعض من كثرته ، يقال حرير معرف ، أي بعضه على بعض ، وهو من العرف المتتابع كعرف الفرس . وقيل : " عرفها لهم " أي وفقهم للطاعة حتى استوجبوا الجنة . وقيل : عرف أهل السماء أنها لهم إظهارا لكرامتهم فيها . وقيل : عرف المطيعين أنها لهم .


[13907]:زيادة عن صحيح البخاري.
[13908]:زيادة عن صحيح البخاري.
[13909]:اللطائم (جمع لطيمة): قطعة مسك.
 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{وَيُدۡخِلُهُمُ ٱلۡجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمۡ} (6)

قوله : { ويدخلهم الجنة عرّفها لهم } إذا دخل المؤمنون الجنة يقال لهم : تفرقوا إلى منازلكم فيهتدون إلى بيوتهم ومساكنهم فلا يخطئونها كأنهم ساكنوها منذ خلقوا لا يستدلون أحدا عليها . وقد ورد في الحديث الصحيح عن أبي سعيد الخدري ( رضي الله عنه ) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إذا خلص المؤمنون من النار حبسوا بقنطرة بين الجنة والنار يتقاصّون مظالم كانت بينهم في الدنيا ، حتى إذا هذبوا ونقوا أذن لهم في دخول الجنة ، والذي نفسي بيده إن أحدهم بمنزله في الجنة أهدى منه بمنزله الذي كان في الدنيا " .