في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{وَلَا يَمۡلِكُ ٱلَّذِينَ يَدۡعُونَ مِن دُونِهِ ٱلشَّفَٰعَةَ إِلَّا مَن شَهِدَ بِٱلۡحَقِّ وَهُمۡ يَعۡلَمُونَ} (86)

57

ويوم ذاك لا أحد ممن يدعونهم أولاداً أو شركاء يملك أن يشفع لأحد منهم - كما كانوا يزعمون أنهم يتخذونهم شفعاء عند الله . فإنه لا شفاعة إلا لمن شهد بالحق ، وآمن به . ومن يشهد بالحق لا يشفع في من جحده وعاداه !

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{وَلَا يَمۡلِكُ ٱلَّذِينَ يَدۡعُونَ مِن دُونِهِ ٱلشَّفَٰعَةَ إِلَّا مَن شَهِدَ بِٱلۡحَقِّ وَهُمۡ يَعۡلَمُونَ} (86)

يدعون : يعبدون .

أما هذه الأوثان التي تعبدونها فلن تستطيع الشفاعة لكم . أما من نطق بالحق وكان على بصيرة من عند ربه فإن شفاعته تنفع عند الله بإذنه ، ولمن يستحقها .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{وَلَا يَمۡلِكُ ٱلَّذِينَ يَدۡعُونَ مِن دُونِهِ ٱلشَّفَٰعَةَ إِلَّا مَن شَهِدَ بِٱلۡحَقِّ وَهُمۡ يَعۡلَمُونَ} (86)

{ وَلَا يَمْلِكُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الشَّفَاعَةَ } أي : كل من دعي من دون اللّه ، من الأنبياء والملائكة وغيرهم ، لا يملكون الشفاعة ، ولا يشفعون إلا بإذن اللّه ، ولا يشفعون إلا لمن ارتضى ، ولهذا قال : { إِلَّا مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ } أي : نطق بلسانه ، مقرا بقلبه ، عالما بما شهد به ، ويشترط أن تكون شهادته بالحق ، وهو الشهادة للّه تعالى بالوحدانية ، ولرسله بالنبوة والرسالة ، وصحة ما جاءوا به ، من أصول الدين وفروعه ، وحقائقه وشرائعه ، فهؤلاء الذين تنفع فيهم شفاعة الشافعين ، وهؤلاء الناجون من عذاب اللّه ، الحائزون لثوابه .

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{وَلَا يَمۡلِكُ ٱلَّذِينَ يَدۡعُونَ مِن دُونِهِ ٱلشَّفَٰعَةَ إِلَّا مَن شَهِدَ بِٱلۡحَقِّ وَهُمۡ يَعۡلَمُونَ} (86)

{ ولا يملك الذين يدعون من دونه الشفاعة } أي الأوثان لا يشفعون لعابديها { إلا من شهد بالحق } يعني عيسى وعزيرا والملائكة فلهم الشفاعة في المؤمنين لا في الكفار وهم يشهدون بالحق بالوحدانية لله { وهم يعلمون } حقيقة ما شهدوا به

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{وَلَا يَمۡلِكُ ٱلَّذِينَ يَدۡعُونَ مِن دُونِهِ ٱلشَّفَٰعَةَ إِلَّا مَن شَهِدَ بِٱلۡحَقِّ وَهُمۡ يَعۡلَمُونَ} (86)

فيه مسألتان :

الأولى- قوله تعالى : " إلا من شهد بالحق " في موضع الخفض . وأراد ب " الذين يدعون من دونه " عيسى وعزيرا والملائكة . والمعنى ولا يملك هؤلاء الشفاعة إلا لمن شهد بالحق وآمن على علم وبصيرة ، قاله سعيد بن جبير وغيره . قال : وشهادة الحق لا إله إلا الله . وقيل : " من " في محل رفع ، أي ولا يملك الذين يدعون من دونه الشفاعة ، يعني الآلهة - في قول قتادة - أي لا يشفعون لعابديها إلا من شهد بالحق ، يعني عزيرا وعيسى والملائكة فإنهم يشهدون بالحق والوحدانية لله . " وهم يعلمون " حقيقة ما شهدوا به . قيل : إنها نزلت بسبب أن النضر بن الحارث ونفرا من قريش قالوا : إن كان ما يقول محمد حقا فنحن نتولى الملائكة وهم أحق بالشفاعة لنا منه ، فأنزل الله : " ولا يملك الذين ، يدعون من دونه الشفاعة إلا من شهد بالحق " أي اعتقدوا أن الملائكة أو الأصنام أو الجن أو الشياطين تشفع لهم ولا شفاعة لأحد يوم القيامة .

" إلا من شهد بالحق " يعني المؤمنين إذا أذن لهم . قال ابن عباس : " إن من شهد بالحق " أي شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله . وقيل : أي لا يملك هؤلاء العابدون من دون الله أن يشفع لهم أحد إلا من شهد بالحق ، فإن من شهد بالحق يشفع له ولا يشفع لمشرك . و " إلا " بمعنى لكن ، أي لا ينال المشركون الشفاعة لكن ينال الشفاعة من شهد بالحق ، فهو استثناء منقطع . ويجوز أن يكون متصلا ؛ لأن في جملة " الذين يدعون من دونه " الملائكة . ويقال : شفعته وشفعت له ، مثل كلته وكلت له . وقد مضى في " البقرة " معنى الشفاعة واشتقاقها فلا معنى لإعادتها{[13702]} .

وقيل : " إلا من شهد بالحق " إلا من تشهد له الملائكة بأنه كان على الحق في الدنيا ، مع علمهم بذلك منه بأن يكون الله أخبرهم به ، أو بأن شاهدوه على الإيمان .

الثانية- قوله تعالى : " إلا من شهد بالحق وهم يعلمون " يدل على معنيين : أحدهما : أن الشفاعة بالحق غير نافعة إلا مع العلم ، وأن التقليد لا يغني مع عدم العلم بصحة المقالة . والثاني : أن شرط سائر الشهادات في الحقوق وغيرها أن يكون الشاهد عالما بها . ونحوه ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم : ( إذا رأيت مثل الشمس فاشهد وإلا فدع ) . وقد مضى في " البقرة " {[13703]} .


[13702]:راجع ج 1 ص 378 طبعة ثانية أو ثالثة.
[13703]:راجع ج 3 ص 389.
 
تفسير الجلالين للمحلي والسيوطي - تفسير الجلالين [إخفاء]  
{وَلَا يَمۡلِكُ ٱلَّذِينَ يَدۡعُونَ مِن دُونِهِ ٱلشَّفَٰعَةَ إِلَّا مَن شَهِدَ بِٱلۡحَقِّ وَهُمۡ يَعۡلَمُونَ} (86)

{ ولا يملك الذين يدعون من دونه الشفاعة إلا من شهد بالحق وهم يعلمون }

{ ولا يملك الذين يدعون } يعبدون ، أي الكفار { من دونه } أي من دون الله { الشفاعة } لأحد { إلا من شهد بالحق } أي قال : لا إله إلا الله { وهم يعلمون } بقلوبهم ما شهدوا به بألسنتهم ، وهم عيسى وعزيز والملائكة فإنهم يشفعون للمؤمنين .