الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَلَا يَمۡلِكُ ٱلَّذِينَ يَدۡعُونَ مِن دُونِهِ ٱلشَّفَٰعَةَ إِلَّا مَن شَهِدَ بِٱلۡحَقِّ وَهُمۡ يَعۡلَمُونَ} (86)

ثم قال تعالى : { ولا يملك الذين يدعون من دونه الشفاعة } ، أي ، ولا تملك الآلهة التي يعبدها هؤلاء المشركون{[61935]} من دون الله شفاعة لهم ولا لغيرهم .

وقيل المعنى : ولا يملك عزيرُ{[61936]} وعيسى والملائكة الذين عُبِدُوا من دون الله عز وجل شفاعة لمن عبدهم ، قاله مجاهد{[61937]} . والقول الأول قاله قتادة{[61938]} .

{ إلا من شهد بالحق } أي : بالتوحيد لله والطاعة له .

{ وهم يعلمون } أي : يعلمون ( أن ما أقروا به حق ){[61939]} .

وقيل معنى { إلا من شهد بالحق } ، يعني : عيسى وعزيرُ{[61940]} والملائكة فإنهم يشفعون لمن أراد الله عز وجل{[61941]} .

قال مجاهد ، معناه : لا يشفع المسيح وعزير{[61942]} والملائكة إلا من شهد بالحق ، أي : قال لا إله إلا الله{[61943]} . فهذا يدل على أنه استثناء ليس من الأول{[61944]} .


[61935]:(ت): المشركين.
[61936]:(ح): (عزيز).
[61937]:انظر تفسير مجاهد 2/584، وجامع البيان 25/62، والمحرر الوجيز 14/281.
[61938]:انظر جامع البيان 25/62، والمحرر الوجيز 14/28، وجامع القرطبي 16/122.
[61939]:(ت): (لمن عيسى وعزيزُ والملائكة من خلق الله).
[61940]:(ح): عزيز.
[61941]:انظر الدر المنثور 7/396 حيث نسبه السيوطي لمجاهد.
[61942]:(ح): (عزيز).
[61943]:انظر جامع البيان 25/62.
[61944]:انظر إعراب النحاس 4/122.