فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَلَا يَمۡلِكُ ٱلَّذِينَ يَدۡعُونَ مِن دُونِهِ ٱلشَّفَٰعَةَ إِلَّا مَن شَهِدَ بِٱلۡحَقِّ وَهُمۡ يَعۡلَمُونَ} (86)

{ وَلَا يَمْلِكُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الشَّفَاعَةَ } أي لا يملك من يدعونه من دون الله من الأصنام ونحوها الشفاعة عند الله كما يزعمون أنهم يشفعون لهم قرأ الجمهور يدعون بالتحتية وقرئ بالفوقية { إِلَّا مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ } أي التوحيد .

{ وَهُمْ يَعْلَمونَ } أي هم على علم وبصيرة بما شهدوا به ، والاستثناء متصل والمعنى إلا من شهد بالحق وهم المسيح وعزير والملائكة فإنهم يملكون الشفاعة لمن يستحقها ، وقيل هو منقطع .

والمعنى ليكن من شهد بالحق يشفع فيه هؤلاء ، وقيل المستثنى منه محذوف ، أي لا يملكون الشفاعة في أحد إلا فيمن شهد بالحق قال سعيد بن جبير وغيره : معنى الآية أنه لا يملك هؤلاء الشفاعة إلا لمن شهد بالحق وآمن على علم وبصيرة قال قتادة : لا يشفعون لعابديها بل يشفعون لمن شهد بالوحدانية ، وقيل : مدار الاتصال في هذا الاستثناء على جعل الذين يدعون عاما لكل ما يعبد من دون الله ومدار الانقطاع على جعله خاصا بالأصنام .