الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{وَلَا يَمۡلِكُ ٱلَّذِينَ يَدۡعُونَ مِن دُونِهِ ٱلشَّفَٰعَةَ إِلَّا مَن شَهِدَ بِٱلۡحَقِّ وَهُمۡ يَعۡلَمُونَ} (86)

وقرأ العامَّةُ أيضاً " يَدْعُوْنَ " بياء الغَيْبة والضميرُ للموصل . والسلمي وابنُ وثابٍ بتاء الخطاب ، والأسود بن يزيد بتشديد الدالِ ، ونُقِل عنه القراءةُ مع ذلك بالتاء والياء .

قوله : { إِلاَّ مَن شَهِدَ بِالْحَقِّ } : فيه قولان ، أحدهما : أنه متصلٌ والمعنى : إلاَّ مَنْ شهد بالحقِّ كعُزَيْرٍ والملائكةِ ، فإنهم يملكون الشفاعةَ بتمليك اللَّهِ إياهم لها . وقيل : هو منقطعٌ بمعنى : أنَّ هؤلاءِ لا يَشْفَعُون إلاَّ فيمَنْ شَهِد بالحقِّ ، أي : لكن مَنْ شَهِدَ بالحق يَشْفَعُ فيه هؤلاء ، كذا قَدَّروه . وهذا التقديرُ يجوزُ فيه أَنْ يكونَ الاستثناءُ متصلاً على حَذْفِ المفعولِ ، تقديرُه : ولا يملكون الذين يَدْعُون مِنْ دونه الشفاعةَ في أحدٍ إلاَّ فيمَنْ شَهِدَ .