الأولى- قوله تعالى : " إلا من شهد بالحق " في موضع الخفض . وأراد ب " الذين يدعون من دونه " عيسى وعزيرا والملائكة . والمعنى ولا يملك هؤلاء الشفاعة إلا لمن شهد بالحق وآمن على علم وبصيرة ، قاله سعيد بن جبير وغيره . قال : وشهادة الحق لا إله إلا الله . وقيل : " من " في محل رفع ، أي ولا يملك الذين يدعون من دونه الشفاعة ، يعني الآلهة - في قول قتادة - أي لا يشفعون لعابديها إلا من شهد بالحق ، يعني عزيرا وعيسى والملائكة فإنهم يشهدون بالحق والوحدانية لله . " وهم يعلمون " حقيقة ما شهدوا به . قيل : إنها نزلت بسبب أن النضر بن الحارث ونفرا من قريش قالوا : إن كان ما يقول محمد حقا فنحن نتولى الملائكة وهم أحق بالشفاعة لنا منه ، فأنزل الله : " ولا يملك الذين ، يدعون من دونه الشفاعة إلا من شهد بالحق " أي اعتقدوا أن الملائكة أو الأصنام أو الجن أو الشياطين تشفع لهم ولا شفاعة لأحد يوم القيامة .
" إلا من شهد بالحق " يعني المؤمنين إذا أذن لهم . قال ابن عباس : " إن من شهد بالحق " أي شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله . وقيل : أي لا يملك هؤلاء العابدون من دون الله أن يشفع لهم أحد إلا من شهد بالحق ، فإن من شهد بالحق يشفع له ولا يشفع لمشرك . و " إلا " بمعنى لكن ، أي لا ينال المشركون الشفاعة لكن ينال الشفاعة من شهد بالحق ، فهو استثناء منقطع . ويجوز أن يكون متصلا ؛ لأن في جملة " الذين يدعون من دونه " الملائكة . ويقال : شفعته وشفعت له ، مثل كلته وكلت له . وقد مضى في " البقرة " معنى الشفاعة واشتقاقها فلا معنى لإعادتها{[13702]} .
وقيل : " إلا من شهد بالحق " إلا من تشهد له الملائكة بأنه كان على الحق في الدنيا ، مع علمهم بذلك منه بأن يكون الله أخبرهم به ، أو بأن شاهدوه على الإيمان .
الثانية- قوله تعالى : " إلا من شهد بالحق وهم يعلمون " يدل على معنيين : أحدهما : أن الشفاعة بالحق غير نافعة إلا مع العلم ، وأن التقليد لا يغني مع عدم العلم بصحة المقالة . والثاني : أن شرط سائر الشهادات في الحقوق وغيرها أن يكون الشاهد عالما بها . ونحوه ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم : ( إذا رأيت مثل الشمس فاشهد وإلا فدع ) . وقد مضى في " البقرة " {[13703]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.