قوله : { وَلاَ يَمْلِكُ الذين يَدْعُونَ } قرأ العامة يدعون بياء الغيبة ، والضمير للموصول .
والسُّلَمِيٌّ وابنُ وَثَّاب بتاء الخطاب{[50142]} . والأَسْودُ بنُ يَزِيدَ{[50143]} بتشديد الدال ، ونقل عنه القراءة مع ذلك بالياء والتاء{[50144]} .
وقوله : { إِلاَّ مَن شَهِدَ بالحق } فيه قولان :
أحدهما : أنه متصل ، والمعنى إلا من شَهِدَ بالحَقِّ ، كعُزَيْزٍ ، والملائكة فإنهم يملكون الشفاعة بتمليك الله إياهم لها{[50145]} وقيل : هو منقطع بمعنى أن هؤلاء لا يشفعون إلا فيمن شهد بالحق أي لكن من شهد بالحق يشفع فيه هؤلاء كذا قدروه{[50146]} . وهذا التقدير يجوز فيه أن يكون الاستثناءُ متصلاً على حذف المفعول تقديره : ولا يَمْلِكُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الشَّفَاعَةَ فِي أَحَدٍ إلاَّ فِيمَنْ شَهِدَ{[50147]} .
أحدهما : أن الذي يدعون من دون الملائكة وعيسى ، وعزير ، لا يشفعون إلا لمن شهد بالحق .
الثاني : رُوِيَ أن النضْرَ بْنَ الحَارِثِ ونفراً معه قالوا : إن كان ما يقوله محمدٌ حقاً فنحن نتولى الملائكة فهم أحق بالشفاعة من مُحَمَّدٍ ، فأنزل الله تعالى هذه الآية ، والمعنى لا يقدر هؤلاء أنْ يَشفعوا لأحد .
ثم استثنى فقال : إلاَّ من شهد بالحق أي الملائكة وعِيسَى وعُزير ، فإنهم يشفعون . فعلى الأول : تكون «من » في محل جر ، وعلى الثاني تكون «من » في محل رفع . والمراد بشهادة الحق قول : لا إله إلا الله كلمة التوحيد «وهم يَعْلَمُونَ » بقلوبهم ما شهدوا به بألسنتهم{[50148]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.