في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{فَلَا يَحۡزُنكَ قَوۡلُهُمۡۘ إِنَّا نَعۡلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعۡلِنُونَ} (76)

( فلا يحزنك قولهم . إنا نعلم ما يسرون وما يعلنون ) .

الخطاب للرسول [ صلى الله عليه وسلم ] وهو يواجه أولئك الذين اتخذوا من دون الله آلهة . والذين لا يشكرون ولا يذكرون . ليطمئن بالاً من ناحيتهم . فهم مكشوفون لعلم الله . وكل ما يدبرونه وما يملكونه تحت عينه . فلا على الرسول منهم . وأمرهم مكشوف للقدرة القادرة . والله من ورائهم محيط . .

ولقد هان أمرهم بهذا . وما عاد لهم من خطر يحسه مؤمن يعتمد على الله . وهو يعلم أن الله يعلم ما يسرون وما يعلنون . وأنهم في قبضته وتحت عينه وهم لا يشعرون !

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{فَلَا يَحۡزُنكَ قَوۡلُهُمۡۘ إِنَّا نَعۡلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعۡلِنُونَ} (76)

قوله تعالى : " فلا يحزنك قولهم " هذه اللغة الفصيحة . ومن العرب من يقول يحزنك . والمراد تسلية نبيه عليه السلام ، أي لا يحزنك قولهم شاعر ساحر . وتم الكلام . ثم استأنف فقال : " إنا نعلم ما يسرون وما يعلنون " من القول والعمل وما يظهرون فنجازيهم بذلك .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{فَلَا يَحۡزُنكَ قَوۡلُهُمۡۘ إِنَّا نَعۡلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعۡلِنُونَ} (76)

ولما بين ما بين من قدرته الباهرة ، وعظمته الظاهرة ، و وهي أمرهم في الدنيا والآخرة ، وكان قد تقدم ما لوح إلى أنهم نسبوه صلى الله عليه وسلم إلى الشعر ، وصرح باستهزائهم بالوعد مع ما قبل ذلك من تكذيبهم وإجابتهم للمؤمنين من تسفيههم وتضليلهم ، سبب عن ذلك بعد ما نفى عنهم النصرة قوله تسلية له صلى الله عليه وسلم : { فلا يحزنك } قراءة الجماعة بفتح الياء وضم الزاي ، ومعناه : يجعل فيك ، وقراءة نافع بضم الياء وكسر الزاي تدل على أن المنهي عنه إنما هو كثرة الحزن والاستغراق فيه ، لا ما يعرض من طبع البشر من أصله ، فإن معنى أحزن فلاناً كذا ، أي جعله حزيناً { قولهم } أي الذي قدمناه تلويحاً وتصريحاً وغير ذلك فيك وفينا ولما كان علم القادر بما يعمل عدوه سبباً لأخذه ، علل ذلك بقوله مهدداً بمظهر العظمة : { إنا نعلم ما } أي كل ما { يسرون } أي يجددون إسراره { وما يعلنون * } أي فنحن نجعل ما يسببونه لأذاك سبباً لأذاهم ونفعك إلى أن يصيروا في قبضتك وتحت قهرك وقدرتك .