تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{فِي عَمَدٖ مُّمَدَّدَةِۭ} (9)

1

المفردات :

في عمد ممددة : قيل : هي القيود والأثقال ، وقيل : العمد التي تتخذ لإيصاد أبواب جهنم على من فيها .

التفسير :

9- في عمد ممدّدة .

أي : هم موثوقون في سلاسل وأغلال ، تشد بها أيديهم وأرجلهم بعد إطباق أبواب جهنم عليهم ، ثم إن إطباق الأبواب عليهم وإغلاقها يعقبه وضع أعمدة طويلة ممتدة على أبوابها ، هو تصوير لشدة الإطباق وإحكامه ، وتأكيد لليأس من الخلاص .

اللهم أجرنا من النار ، ومن عذاب النار ، ومن كل عمل يقربنا إلى النار ، وأدخلنا الجنة مع الأبرار ، بفضلك وكرمك يا عزيز يا غفار .

***

ختام السورة:

تم تفسير سورة ( الهمزة ) منتصف ليلة الإثنين 19 من ربيع الأول 1422 ه ، الموافق 11/6/2001 م .

والحمد لله حمدا كثيرا طيبا طاهرا مباركا فيه ، كما يرضى ربنا ويحب ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين

i أوقد على النار ألف سنة :

رواه الترمذي في صفة جهنم ( 2591 ) من حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( أوقد على النار ألف سنة حتى احمرت قم أوقد عليها ألف سنة حتى ابيضت ثم أوقد عليها ألف سنة حتى اسودت فهي سوداء مظلمة ) .

وقال الترمذي : حدثنا سويد أخبرنا عبد الله بن المبارك عن شريك عن عاصم عن أبي صالح أو رجل آخر عن أبي هريرة نحوه ولم يرفعه : قال أبو عيسى : حديث أبي هريرة في هذا موقوفا أصح ، ولا أعلم أحدا رفعه غير يحيى بن أبي بكير عن شريك .

ii تفسير جزء عم للشيخ محمد عبده دار ومطابع الشعب ص 118 .

iii مختصر تفسير ابن كثير 3/675 .

 
صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{فِي عَمَدٖ مُّمَدَّدَةِۭ} (9)

{ في عمد } بفتحتين ، وقرئ بضمتين ، جمع عمود ، أو اسم جمع له ، أو جمع عماد ، وهي أوتاد الأطباق التي على أهل النار . { ممددة } مطولة ؛ أي إن الأبواب طبقت عليهم ثم شدت بأوتاد من حديد من نار ، حتى يرجع عليهم حرها فلا ينفتح عليهم باب ، ولا يدخل عليهم روح . وقانا الله شرها ، وأجارنا منها .

والله أعلم .

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{فِي عَمَدٖ مُّمَدَّدَةِۭ} (9)

{ في عَمَدٍ ممدّدة } مطوَّلة مُحْكَمة على أبوابها . وهو تصويرٌ لشدّة الإطباق وإحكامه ، وتأكيدٌ لليأسِ من الخَلاص .

قراءات :

قرأ حفص : ( في عَمَد ) بفتح العين والميم . والباقون ( في عُمُد ) بضم العين والميم .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{فِي عَمَدٖ مُّمَدَّدَةِۭ} (9)

{ فِي عَمَدٍ } من خلف الأبواب { مُمَدَّدَةٍ } لئلا يخرجوا منها { كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا } .

[ نعوذ بالله من ذلك ، ونسأله العفو والعافية ] .

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{فِي عَمَدٖ مُّمَدَّدَةِۭ} (9)

{ في عمد ممددة } قرأ حمزة ، والكسائي ، وأبو بكر : { في عمد } بضم العين والميم ، وقرأ الآخرون بفتحهما ، كقوله تعالى : { رفع السماوات بغير عمد ترونها }( لقمان-10 ) وهما جميعاً جمع عمود ، مثل : أديم وأدم وأدم ، قاله الفراء . وقال أبو عبيدة : جمع عماد ، مثل : إهاب وأهب وأهب . قال ابن عباس : أدخلهم في عمد فمدت عليهم بعماد ، في أعناقهم الأغلال السلاسل ، سدت عليهم بها الأبواب . وقال قتادة : بلغنا أنها عمد يعذبون بها في النار . وقيل : هي أوتاد الأطباق التي تطبق على أهل النار ، أي إنها مطبقة عليهم بأوتاد ممددة ، وهي في قراءة عبد الله بعمد " بالباء " . قال مقاتل : أطبقت الأبواب عليهم ثم سدت بأوتاد من حديد من نار حتى يرجع عليهم غمها وحرها ، فلا يفتح عليهم باب ، ولا يدخل عليهم ريح ، والممددة من صفة العمد ، أي مطولة ، فتكون أرسخ من القصيرة .

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{فِي عَمَدٖ مُّمَدَّدَةِۭ} (9)

{ في عمد ممددة } الفاء بمعنى الباء ، أي موصدة بعمد ممددة ، قاله ابن مسعود . وهي في قراءته " بعمد ممددة " . في حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم " ثم إن الله يبعث إليهم ملائكة بأطباق من نار ، ومسامير من نار ، وعمد من نار ، فتطبق عليهم بتلك الأطباق ، وتشد عليهم بتلك المسامير ، وتمد بتلك العبد ، فلا يبقى فيها خلل يدخل فيه روح ، ولا يخرج منه غم ، وينساهم الرحمن على عرشه ، ويتشاغل أهل الجنة بنعيمهم ، ولا يستغيثون بعدها أبدا ، وينقطع الكلام ، فيكون كلامهم زفيرا وشهيقا ، فذلك قوله تعالى : { إنها عليهم مؤصدة . في عمد ممددة } " . وقال قتادة : " عمد " يعذبون بها ، واختاره الطبري . وقال ابن عباس : إن العمد الممددة أغلال في أعناقهم . وقيل : قيود في أرجلهم ، قاله أبو صالح . وقال القشيري : والمعظم على أن العمد أوتاد الأطباق التي تطبق على أهل النار ، وتشد تلك الأطباق بالأوتاد ، حتى يرجع عليهم غمها وحرها ، فلا يدخل عليهم روح . وقيل : أبواب النار مطبقة عليهم وهم في عمد ، أي في سلاسل وأغلال مطولة ، وهي أحكم وأرسخ من القصيرة . وقيل : هم في عمد ممددة ، أي في عذابها وآلامها يضربون بها . وقيل : المعنى في دهر ممدود ، أي لا انقطاع له . وقرأ حمزة والكسائي وأبو بكر عن عاصم " في عمد " بضم العين والميم : جمع عمود . وكذلك " عمد " أيضا . قال الفراء : والعمد : جمعان صحيحان لعمود ، مثل أديم أدم وأدم ، وأفيق{[16374]} وأفق وأفق . أبو عبيدة : عمد : جمع عماد ، مثل إهاب . واختار أبو عبيد " عمد " بفتحتين . وكذلك أبو حاتم ، اعتبارا بقوله تعالى : { رفع السموات بغير عمد ترونها }{[16375]} [ الرعد : 2 ] . وأجمعوا على فتحها . قال الجوهري : العمود : عمود البيت ، وجمع القلة : أعمدة ، وجمع الكثرة عمد ، وعمد ، وقرئ بهما قوله تعالى : " في عمود ممددة " . وقال أبو عبيدة : العمود ، كل مستطيل من خشب أو حديد ، وهو أصل للبناء مثل العماد . عمدت الشيء فانعمد ، أي أقمته بعماد يعتمد عليه . وأعمدته جعلت تحته عمدا . والله أعلم .


[16374]:الأديم. الجلد المدبوغ. والأفيق: الجلد الذي لم يدبغ. وقيل: هو الذي لم تتم دباغته.
[16375]:آية 2 سورة الرعد.
 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{فِي عَمَدٖ مُّمَدَّدَةِۭ} (9)

ولما كانت عادتهم في المنع من التصرف أن يضعوا خشبة عظيمة تسمى المقطرة فيها حلق توثق فيها الرجل ، فلا يقدر صاحبها بعد ذلك على حراك ، قال مصوراً لعذابهم بحال من ضمير " عليهم " : { في } أي حال كونهم موثقين في { عمد } بفتحتين وبضمتين جمع عمود { ممددة * } أي معترضة ، كأنها موضوعة على الأرض ، فهي في غاية المكنة ، فلا يستطيع الموثق بها على نوع حيلة في أمرها ، فهو تأكيد ليأسهم من الخروج بالإيثاق بعد الإيصاد ، وهذا أعظم الويل ، وأشد النكال ، فقد رجع آخرها على أولها ، وكان لمفصلها أشد التحام بموصلها ، والله الموفق للصواب ، وإليه المرجع والمآب .