في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{۞إِنَّ رَبَّكَ يَعۡلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدۡنَىٰ مِن ثُلُثَيِ ٱلَّيۡلِ وَنِصۡفَهُۥ وَثُلُثَهُۥ وَطَآئِفَةٞ مِّنَ ٱلَّذِينَ مَعَكَۚ وَٱللَّهُ يُقَدِّرُ ٱلَّيۡلَ وَٱلنَّهَارَۚ عَلِمَ أَن لَّن تُحۡصُوهُ فَتَابَ عَلَيۡكُمۡۖ فَٱقۡرَءُواْ مَا تَيَسَّرَ مِنَ ٱلۡقُرۡءَانِۚ عَلِمَ أَن سَيَكُونُ مِنكُم مَّرۡضَىٰ وَءَاخَرُونَ يَضۡرِبُونَ فِي ٱلۡأَرۡضِ يَبۡتَغُونَ مِن فَضۡلِ ٱللَّهِ وَءَاخَرُونَ يُقَٰتِلُونَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِۖ فَٱقۡرَءُواْ مَا تَيَسَّرَ مِنۡهُۚ وَأَقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتُواْ ٱلزَّكَوٰةَ وَأَقۡرِضُواْ ٱللَّهَ قَرۡضًا حَسَنٗاۚ وَمَا تُقَدِّمُواْ لِأَنفُسِكُم مِّنۡ خَيۡرٖ تَجِدُوهُ عِندَ ٱللَّهِ هُوَ خَيۡرٗا وَأَعۡظَمَ أَجۡرٗاۚ وَٱسۡتَغۡفِرُواْ ٱللَّهَۖ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٞ رَّحِيمُۢ} (20)

والآن يجيء شطر السورة الثاني في آية واحدة طويلة ، نزلت بعد مطلع السورة بعام على أرجح الأقوال :

إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثي الليل ونصفه وثلثه ، وطائفة من الذين معك . والله يقدر الليل والنهار . علم أن لن تحصوه فتاب عليكم ، فاقرأوا ما تيسر من القرآن . علم أن سيكون منكم مرضى . وآخرون يضربون في الأرض يبتغون من فضل الله وآخرون يقاتلون في سبيل الله . فاقرأوا ما تيسر منه ، وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة ، وأقرضوا الله قرضا حسنا ، وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيرا وأعظم أجرا ، واستغفروا الله ، إن الله غفور رحيم . .

إنها لمسة التخفيف الندية ، تمسح على التعب والنصب والمشقة . ودعوة التيسير الإلهي على النبي والمؤمنين . وقد علم الله منه ومنهم خلوصهم له . وقد انتفخت أقدامهم من القيام الطويل للصلاة بقدر من القرآن كبير . وما كان الله يريد لنبيه أن يشقى بهذا القرآن وبالقيام . إنما كان يريد أن يعده للأمر العظيم الذي سيواجهه طوال ما بقي له من الحياة . هو والمجموعة القليلة من المؤمنين الذين قاموا معه .

وفي الحديث مودة وتطمين : ( إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثي الليل ونصفه وثلثه وطائفة من الذين معك ) . . إنه رآك ! إن قيامك وصلاتك أنت وطائفة من الذين معك قبلت في ميزان الله . . إن ربك يعلم أنك وهم تجافت جنوبكم عن المضاجع ؛ وتركت دفء الفراش في الليلة القارسة ، ولم تسمع نداء المضاجع المغري وسمعت نداء الله . . إن ربك يعطف عليك ويريد أن يخفف عنك وعن أصحابك . . ( والله يقدر الليل والنهار ) . . فيطيل من هذا ويقصر من ذاك . فيطول الليل ويقصر . وأنت ومن معك ماضون تقومون أدنى من ثلثي الليل ونصفه وثلثه . وهو يعلم ضعفكم عن الموالاة . وهو لا يريد أن يعنتكم ولا أن يشق عليكم . إنما يريد لكم الزاد وقد تزودتم فخففوا عن أنفسكم ، وخذوا الأمر هينا : فاقرؤوا ما تيسر من القرآن . . في قيام الليل بلا مشقة ولا عنت . . وهناك - في علم الله - أمور تنتظركم تستنفذ الجهد والطاقة ، ويشق معها القيام الطويل : ( علم أن سيكون منكم مرضى ) " يصعب عليهم هذا القيام " ( وآخرون يضربون في الأرض يبتغون من فضل الله ) . . في طلب الرزق والكد فيه ، وهو ضرورة من ضرورات الحياة . والله لا يريد أن تدعوا أمور حياتكم وتنقطعوا لعبادة الشعائر انقطاع الرهبان ! ( وآخرون يقاتلون في سبيل الله ) . . فقد علم الله أن سيأذن لكم في الإنتصار من ظلمكم بالقتال ، ولإقامة راية للإسلام في الأرض يخشاها البغاة ! فخففوا إذن على أنفسكم ( فاقرأوا ما تيسر منه )بلا عسر ولا مشقة ولا إجهاد . . واستقيموا على فرائض الدين : ( وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة ) . . وتصدقوا بعد ذلك قرضا لله يبقى لكم خيره . . ( وأقرضوا الله قرضا حسنا ، وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيرا وأعظم أجرا ) . . واتجهوا إلى الله مستغفرين عن تقصيركم . فالإنسان يقصر ويخطئ مهما جد وتحرى الصواب : ( واستغفروا الله إن الله غفور رحيم ) . .

إنها لمسة الرحمة والود والتيسير والطمأنينة تجيء بعد عام من الدعوة إلى القيام ! ولقد خفف الله عن المسلمين ، فجعل قيام الليل لهم تطوعا لا فريضة . أما رسول الله [ صلى الله عليه وسلم ] فقد مضى على نهجه مع ربه ، لا يقل قيامه عن ثلث الليل ، يناجي ربه ، في خلوة من الليل وهدأة ، ويستمد من هذه الحضرة زاد الحياة وزاد الجهاد . على أن قلبه ما كان ينام وإن نامت عيناه . فقد كان قلبه [ صلى الله عليه وسلم ] دائما مشغولا بذكر الله ، متبتلا لمولاه . وقد فرغ قلبه من كل شيء إلا من ربه . على ثقل ما يحمل على عاتقه ، وعلى مشقة ما يعاني من الأعباء الثقال . .

 
تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{۞إِنَّ رَبَّكَ يَعۡلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدۡنَىٰ مِن ثُلُثَيِ ٱلَّيۡلِ وَنِصۡفَهُۥ وَثُلُثَهُۥ وَطَآئِفَةٞ مِّنَ ٱلَّذِينَ مَعَكَۚ وَٱللَّهُ يُقَدِّرُ ٱلَّيۡلَ وَٱلنَّهَارَۚ عَلِمَ أَن لَّن تُحۡصُوهُ فَتَابَ عَلَيۡكُمۡۖ فَٱقۡرَءُواْ مَا تَيَسَّرَ مِنَ ٱلۡقُرۡءَانِۚ عَلِمَ أَن سَيَكُونُ مِنكُم مَّرۡضَىٰ وَءَاخَرُونَ يَضۡرِبُونَ فِي ٱلۡأَرۡضِ يَبۡتَغُونَ مِن فَضۡلِ ٱللَّهِ وَءَاخَرُونَ يُقَٰتِلُونَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِۖ فَٱقۡرَءُواْ مَا تَيَسَّرَ مِنۡهُۚ وَأَقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتُواْ ٱلزَّكَوٰةَ وَأَقۡرِضُواْ ٱللَّهَ قَرۡضًا حَسَنٗاۚ وَمَا تُقَدِّمُواْ لِأَنفُسِكُم مِّنۡ خَيۡرٖ تَجِدُوهُ عِندَ ٱللَّهِ هُوَ خَيۡرٗا وَأَعۡظَمَ أَجۡرٗاۚ وَٱسۡتَغۡفِرُواْ ٱللَّهَۖ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٞ رَّحِيمُۢ} (20)

ختام سورة المزمل

{ إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثي الليل ونصفه وثلثه وطائفة من الذين معك والله يقدّر الليل والنهار علم أن لن تحصوه فتاب عليكم فاقرءوا ما تيسر من القرآن علم أن سيكون منكم مرضى وآخرون يضربون في الأرض يبتغون من فضل الله وآخرون يقاتلون في سبيل الله فاقرءوا ما تيسر منه وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وأقرضوا الله قرضا حسنا وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله هو خير وأعظم أجرا واستغفروا الله إن الله غفور رحيم 20 }

المفردات :

أدنى : أقل .

والله يقدّر الليل والنهار : يعلم مقادير ساعاتهما .

أن لن تحصوه : لا يمكنكم الإحصاء ، وضبط الساعات .

فتاب عليكم : بالترخيص في ترك القيام المقدّر ، ورفع التبعة عنكم .

فاقرؤوا ما تيسر من القرآن : فصلّوا ما تيسر لكم من صلاة الليل .

يضربون في الأرض : يسافرون فيها للتجارة ونحوها .

وأقرضوا الله : أنفقوا في سبيل الخير عن طيب نفس .

تمهيد :

بدأت السورة بالأمر بقيام الليل ، واستمر هذا الأمر مدة سنة ، يقوم فيها النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، وبعد مرور سنة نزلت الآية الأخيرة من سورة المزمّل ، ترخص لهم في ترك القيام لمدة واجبة كالثلث أو النصف أو ثلثي الليل ، وتترك لهم قيام الليل ندبا واستحسانا ، أو تلاوة شيء من القرآن ليلا بدل صلاة الليل ، وظلت صلاة الليل فريضة على النبي صلى الله عليه وسلم ، في أرجح الأقوال ، ونسخت فرضية قيام جزء من الليل على أصحابه ، وأمروا بإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة والصدقة .

التفسير :

20- إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثي الليل ونصفه وثلثه وطائفة من الذين معك والله يقدّر الليل والنهار علم أن لن تحصوه فتاب عليكم فاقرءوا ما تيسر من القرآن علم أن سيكون منكم مرضى وآخرون يضربون في الأرض يبتغون من فضل الله وآخرون يقاتلون في سبيل الله فاقرءوا ما تيسر منه وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وأقرضوا الله قرضا حسنا وما تقدّموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيرا وأعظم أجرا واستغفروا الله إن الله غفور رحيم .

تمثّل هذه الآية الحنان واللطف والفضل الإلهي ، والرحمة والتربية المثلى ، فقد شاء الله أن يأمر الأمّة بقيام الليل في أول الإسلام ، ليغرس في قلوبها الإيمان والصفاء والمناجاة والجهاد ، والاستعداد لتحمل تبعات الدعوة .

وبعد عام من قيام ثلث الليل أو نصفه أو ثلثيه ، نسخ الله ذلك عنهم والتمس لهم العذر ، لأنهم لا يسهل عليهم إحصاء الثلث أو النصف أو الثلثين ، فربما زادوا وأقاموا الليل كله أو جلّه ، كنوع من الاحتياط ، والله تعالى هو الذي يحصى ساعات الليل والنهار .

وقد علم الله شاهد ورأى النبي صلى الله عليه وسلم وطائفة من أصحابه يقومون جانبا من الليل ، لا يقل عن الثلث وربما زاد إلى النصف ، أو قريبا من الثلثين ، وسجّل الله لهم هذه العبادة ، والامتثال لأمر الله العلي الكريم كما سجل لهم صعوبة إحصاء ساعات الليل ، فقبل عملهم وتاب عليهم ، وأسقط عنهم وجوب قيام جزء من الليل ، وندب لهم قراءة ما تيسر من القرآن ، أو صلاة ما تيسر من الصلاة ، أيا كانت الصلاة ، فيمكن أن تكون صلاتي المغرب والعشاء ، أو صلاة ناشئة الليل بعد صلاة المغرب ، أو صلاة ركعتين فقط ، أي افعلوا أي عبادة متيسرة من الصلاة .

وبيّن حيثيات الحكم فيما يأتي :

( أ‌ ) وجود بعض المرضى الذين يشق عليهم قيام الليل .

( ب‌ ) وجود بعض التجار الذين يشغلون نهارهم بالبيع والشراء والسفر ، وتحضير ما يلزم للتجارة وشئونها .

( ج ) وجود بعض المجاهدين الذين يقاتلون أعداء الإسلام ، رغبة في ثواب الله ، ولإزاحة طواغيت الفكر من وجه الإسلام .

من أجل هؤلاء ، الذين يشقّ عليهم قيام الليل ، مع وجود المرض أو التجارة أو الجهاد ، يسر الله عليهم بقراءة ما تيسر من القرآن ، وإقامة الصلاة المكتوبة في أوقاتها ، بشروطها وخشوعها ونوافلها ، وأداء الزكاة المفروضة ، وإخراج الصدقة والتطوع بمساعدة الفقراء والمساكين وأصحاب الحاجات ، وكل ما يفعله الإنسان من خير أو معروف ، أو عبادة أو صلح بين اثنين ، أو صلة رحم ، أو أي عمل يؤدّي إلى رفع شأن الإسلام ، أو نفع المسلمين ، يلقى ثواب هذا الخير عند الله يوم القيامة ، أعظم أجرا وأوفى ثوابا ، وعليكم أن تستغفروا الله وتتوبوا إليه ، لتكفير ذنوبكم ، ولرفع درجاتكم ، فإن الله غفور للمستغفرين ، رحيم بالمؤمنين .

قال القرطبي :

غفور . لما كان قبل التوبة رحيم . بكم بعدها .

وفي ختام السورة دعوة للمتعبّدين والمنفقين ومقدمي الخير أن يستغفروا الله ، وأن يطلبوا منه الصفح والعفو ، إذ ربما كانوا يخلصوا النيّة في الإنفاق ، أو لم يحسنوا العمل في الإقراض ، وربما تدخلت شهوة خفيّة من حبّ المحمدة ، أو التظاهر بالخير بين الناس ، فالاستغفار لمحو السيئات ولإخلاص النيّات ولذكر الله وتصحيح العبادات .

نسأل الله أن يرزقنا إصلاح النية ، وإخلاص العبادة ، وأن يغفر لنا ويرحمنا ، كما قال سبحانه وتعالى : واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين . ( البقرة : 286 ) .

وصل اللهم على سيدنا محمد ، وعلى آله وصحبه وسلم . آمين .

تم تفسير سورة ( المزمل ) بعد منتصف ليلة الجمعة 5 من المحرم 1422 ه ، الموافق 30 من مارس 2001 ، والحمد لله رب العالمين .

i ورد ذلك المعنى في الصحيحين .

ii ليسن منا من لم يتغن بالقرآن :

رواه البخاري في التوحيد ( 7527 ) من حديث أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ليس منا من لم يتغن بالقرآن ) . وزاد غيره : ( يجهر به ) . ورواه أبو داود في الصلاة ( 1469 ، 1471 ) والدارمي في الصلاة ( 1490 ) وفي فضائل القرآن ( 3488 ) وأحمد في مسنده ( 1479 ) من حديث سعد بن أبي وقاص أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( ليس منا من لم يتغن بالقرآن ) .

iii لقد أوتيت مزمارا من مزامير آل داود :

رواه البخاري في فضائل القرآن ( 5048 ) ومسلم في صلاة المسافرين ( 793 ) والترمذي في المناقب ( 3855 ) من حديث أبي موسى رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال له : ( يا أبا موسى ، لقد أوتيت مزمارا من مزامير آل داود ) .

iv ينزل عليك الوحي في اليوم الشديد البرد :

رواه البخاري في بدء الوحي ( 2 ) والترمذي في المناقب ( 3634 ) من حديث عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أن الحارث بن هشام رضي الله عنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ، كيف يأتيك الوحي ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أحيانا يأتيني مثل صلصلة الجرس وهو أشده عليّ فيفصم عني وقد وعيت عنه ما قال ، وأحيانا يتمثل لي الملك رجلا فيكلمني فأعي ما يقول ) . قالت عائشة رضي الله عنها : ولقد رأيته ينزل عليه الوحي في اليوم الشديد البرد فيفصم عنه وإن جبينه ليتفصد عرقا .

v ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة :

رواه البخاري في الجمعة ( 1145 ) ، وفي الدعوات ( 6321 ) ، وفي التوحيد ( 7494 ) ، ومسلم في صلاة المسافرين ( 758 ) ، ومالك في الموطأ ، كتاب النداء إلى الصلاة ( 496 ) ، وأبو داود في الصلاة ( 1315 ) وفي السنة ( 4733 ) ، والترمذي في الصلاة ( 466 ) وفي الدعوات ( 3498 ) ، والدارمي في الصلاة ( 1478 ، 1479 ، 1484 ) ، وابن ماجه في إقامة الصلاة ( 1366 ) ، وأحمد ( 7457 ، 7538 ، 7567 ، 3733 ، 8751 ، 9940 ، 10166 ، 10177 ، 10377 ، 10902 ، 11482 ، 27620 ) من حديث أبي هريرة . ورواه الدارمي في الصلاة ( 1480 ) ، وأحمد ( 16303 ، 16305 ) من حديث جبير بن مطعم . ورواه أحمد ( 15782 ، 15785 ) من حديث رفاعة الجهني . ورواه أحمد ( 3664 ، 3811 ، 4256 ) من حديث ابن مسعود . ورواه الدارمي في الصلاة ( 1483 ) من حديث علي .

vi عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالحين قبلكم :

رواه الترمذي في الدعوات ( 3549 ) ، من حديث بلال أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالحين قبلكم ، وإن قيام الليل قربة إلى الله ومنهاة عن الإثم ، وتكفير للسيئات ، ومطردة للداء عن الجسد ) .

قال الترمذي : هذا حديث غريب لا نعرفه من حديث بلال إلا من هذا الوجه ولا يصح من قبل إسناده ، قال : سمعت محمد بن إسماعيل يقول : محمد القرشي هو محمد بن سعيد الشامي وهو ابن أبي قيس وهو محمد بن حسان وقد ترك حديثه ، وقد روى هذا الحديث معاوية بن صالح عن ربيعة بن يزيد عن أبي إدريس الخولاني عن أبي أمامة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالحين قبلكم ، وهو قربة إلى ربكم ، ومكفرة للسيئات ، ومنهاة للإثم ) . قال أبو عيسى : وهذا أصح من حديث أبي إدريس عن بلال .

vii في ظلال القرآن ، بتصرف واختصار .

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{۞إِنَّ رَبَّكَ يَعۡلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدۡنَىٰ مِن ثُلُثَيِ ٱلَّيۡلِ وَنِصۡفَهُۥ وَثُلُثَهُۥ وَطَآئِفَةٞ مِّنَ ٱلَّذِينَ مَعَكَۚ وَٱللَّهُ يُقَدِّرُ ٱلَّيۡلَ وَٱلنَّهَارَۚ عَلِمَ أَن لَّن تُحۡصُوهُ فَتَابَ عَلَيۡكُمۡۖ فَٱقۡرَءُواْ مَا تَيَسَّرَ مِنَ ٱلۡقُرۡءَانِۚ عَلِمَ أَن سَيَكُونُ مِنكُم مَّرۡضَىٰ وَءَاخَرُونَ يَضۡرِبُونَ فِي ٱلۡأَرۡضِ يَبۡتَغُونَ مِن فَضۡلِ ٱللَّهِ وَءَاخَرُونَ يُقَٰتِلُونَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِۖ فَٱقۡرَءُواْ مَا تَيَسَّرَ مِنۡهُۚ وَأَقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتُواْ ٱلزَّكَوٰةَ وَأَقۡرِضُواْ ٱللَّهَ قَرۡضًا حَسَنٗاۚ وَمَا تُقَدِّمُواْ لِأَنفُسِكُم مِّنۡ خَيۡرٖ تَجِدُوهُ عِندَ ٱللَّهِ هُوَ خَيۡرٗا وَأَعۡظَمَ أَجۡرٗاۚ وَٱسۡتَغۡفِرُواْ ٱللَّهَۖ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٞ رَّحِيمُۢ} (20)

أدنى : أقل .

يقدّر الليل والنهار : يقدر طول الليل والنهار وقصَرهما ويعلم مقاديرهما وأجزاءهما وساعاتهما .

فتاب عليكم : فخفّفَ عنكم بأن تصلّوا ما تستطيعون وما تطيقون .

فاقرأوا ما تيسّر من القرآن : فصلّوا ما يمكنكم وما يتيسر لكم من صلاة الليل .

ثم تُختم السورةُ بهذه الآية الطويلة وفيها تخفيفٌ ورحمةٌ للمؤمنين . ويقول معظم المفسّرين إن هذه الآية نزلت بعدَ عامٍ من نزول سورة المزمل .

إن ربك يا محمد ، يعلمُ أنك تقوم أقل من ثلث الليل أحيانا ، وتقوم نصفه وثلثه في بعض الأحيان ، وأن طائفة من أصحابك كذلك تقوم من الليل كما تقوم أنت ، والله يقدّر طول الليل والنهار ، وهو يعلم أنكم لا تستطيعون إحصاء أجزاء الليل والنهار ( لأنه لم يكن عندهم ساعات يضبطون فيها الأوقات ) . فخفف الله عليكم للأعذار التي تحيط بكم من مرض أو سفر أو جهاد للعدو ، ولذلك صلّوا

ما تستطيعون من صلاة الليل ، وواظبوا على الصلاة وأداء الزكاة . وتصدقوا في سبيل الخير ، على الفقراء والمساكين والأعمال العامة .

{ وَمَا تُقَدِّمُواْ لأَنفُسِكُمْ مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ الله } .

أي شيء تفعلوه من وجوهِ البرّ والخير والإحسان تلقَوا ثوابَهُ عندَ الله بأضعاف ما قدّمتموه . . . . فاستغفِروا الله من فعلِ السيّئات والتقصيرِ في الحسناتِ ، إن الله غفور رحيم دائماً وأبدا .

وقوله تعالى : { وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الله } دليلٌ من دلائل النبوة ، لأن الآية مكية ، والجهادُ لم يُفرض إلا بعدَ الهجرة .

قراءات :

قرأ نافع وابن عامر وأبو عمرو : ونصفه وثلثه بالجر ، والباقون : ونصفه وثلثه بالنصب . والحمد لله أولا وآخرا .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{۞إِنَّ رَبَّكَ يَعۡلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدۡنَىٰ مِن ثُلُثَيِ ٱلَّيۡلِ وَنِصۡفَهُۥ وَثُلُثَهُۥ وَطَآئِفَةٞ مِّنَ ٱلَّذِينَ مَعَكَۚ وَٱللَّهُ يُقَدِّرُ ٱلَّيۡلَ وَٱلنَّهَارَۚ عَلِمَ أَن لَّن تُحۡصُوهُ فَتَابَ عَلَيۡكُمۡۖ فَٱقۡرَءُواْ مَا تَيَسَّرَ مِنَ ٱلۡقُرۡءَانِۚ عَلِمَ أَن سَيَكُونُ مِنكُم مَّرۡضَىٰ وَءَاخَرُونَ يَضۡرِبُونَ فِي ٱلۡأَرۡضِ يَبۡتَغُونَ مِن فَضۡلِ ٱللَّهِ وَءَاخَرُونَ يُقَٰتِلُونَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِۖ فَٱقۡرَءُواْ مَا تَيَسَّرَ مِنۡهُۚ وَأَقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتُواْ ٱلزَّكَوٰةَ وَأَقۡرِضُواْ ٱللَّهَ قَرۡضًا حَسَنٗاۚ وَمَا تُقَدِّمُواْ لِأَنفُسِكُم مِّنۡ خَيۡرٖ تَجِدُوهُ عِندَ ٱللَّهِ هُوَ خَيۡرٗا وَأَعۡظَمَ أَجۡرٗاۚ وَٱسۡتَغۡفِرُواْ ٱللَّهَۖ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٞ رَّحِيمُۢ} (20)

{ 20 } { إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ }

ذكر الله في أول هذه السورة أنه أمر رسوله بقيام نصف الليل أو ثلثه أو ثلثيه ، والأصل أن أمته أسوة له في الأحكام ، وذكر في هذا الموضع ، أنه امتثل ذلك هو وطائفة معه من المؤمنين .

ولما كان تحرير الوقت المأمور به مشقة على الناس ، أخبر أنه سهل عليهم في ذلك غاية التسهيل فقال : { وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ } أي : يعلم مقاديرهما وما يمضي منهما ويبقى .

{ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ } أي : [ لن ] تعرفوا مقداره من غير زيادة ولا نقص ، لكون ذلك يستدعي انتباها وعناء زائدا أي : فخفف عنكم ، وأمركم بما تيسر عليكم ، سواء زاد على المقدر أو نقص ، { فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ } أي : مما تعرفون ومما لا يشق عليكم ، ولهذا كان المصلي بالليل مأمورا بالصلاة ما دام نشيطا ، فإذا فتر أو كسل أو نعس ، فليسترح ، ليأتي الصلاة بطمأنينة وراحة .

ثم ذكر بعض الأسباب المناسبة للتخفيف ، فقال : { عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى } يشق عليهم صلاة ثلثي الليل أو نصفه أو ثلثه ، فليصل المريض المتسهل عليه{[1268]} ، ولا يكون أيضا مأمورا بالصلاة قائما عند مشقة ذلك ، بل لو شقت عليه الصلاة النافلة ، فله تركها [ وله أجر ما كان يعمل صحيحا ] . { وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ } أي : وعلم أن منكم مسافرين يسافرون للتجارة ، ليستغنوا عن الخلق ، ويتكففوا عن الناس{[1269]}  أي : فالمسافر ، حاله تناسب التخفيف ، ولهذا خفف عنه في صلاة الفرض ، فأبيح له جمع الصلاتين في وقت واحد ، وقصر الصلاة الرباعية .

وكذلك { آخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ } فذكر تعالى تخفيفين ، تخفيفا للصحيح المقيم ، يراعي فيه نشاطه ، من غير أن يكلف عليه تحرير الوقت ، بل يتحرى الصلاة الفاضلة ، وهي ثلث الليل بعد نصفه الأول .

وتخفيفا للمريض أو المسافر ، سواء كان سفره للتجارة ، أو لعبادة ، من قتال أو جهاد ، أو حج ، أو عمرة ، ونحو ذلك{[1270]} ، فإنه أيضا يراعي ما لا يكلفه ، فلله الحمد والثناء ، الذي ما جعل على الأمة في الدين{[1271]}  من حرج ، بل سهل شرعه ، وراعى أحوال عباده ومصالح دينهم وأبدانهم ودنياهم .

ثم أمر العباد بعبادتين ، هما أم العبادات وعمادها : إقامة الصلاة ، التي لا يستقيم الدين إلا بها ، وإيتاء الزكاة التي هي برهان الإيمان ، وبها تحصل المواساة للفقراء والمساكين ، ولهذا قال :

{ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ } بأركانها ، وشروطها ، ومكملاتها ، { وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا } أي : خالصا لوجه الله ، من نية صادقة ، وتثبيت من النفس ، ومال طيب ، ويدخل في هذا ، الصدقة الواجبة ؟ والمستحبة ، ثم حث على عموم الخير وأفعاله فقال : { وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا } الحسنة بعشر أمثالها ، إلى سبعمائة ضعف ، إلى أضعاف كثيرة .

وليعلم أن مثقال ذرة من الخير في هذه الدار ، يقابله أضعاف أضعاف الدنيا ، وما عليها في دار النعيم المقيم ، من اللذات والشهوات ، وأن الخير والبر في هذه الدنيا ، مادة الخير والبر في دار القرار ، وبذره وأصله وأساسه ، فواأسفاه على أوقات مضت في الغفلات ، وواحسرتاه على أزمان تقضت بغير الأعمال الصالحات ، وواغوثاه من قلوب لم يؤثر فيها وعظ بارئها ، ولم ينجع فيها تشويق من هو أرحم بها منها{[1272]} ، فلك اللهم الحمد ، وإليك المشتكى ، وبك المستغاث ، ولا حول ولا قوة إلا بك .

{ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ } وفي الأمر بالاستغفار بعد الحث على أفعال الطاعة والخير ، فائدة كبيرة ، وذلك أن العبد ما يخلو من التقصير فيما أمر به ، إما أن لا يفعله أصلا أو يفعله على وجه ناقص ، فأمر بترقيع ذلك بالاستغفار ، فإن العبد يذنب آناء الليل والنهار ، فمتى لم يتغمده الله برحمته ومغفرته ، فإنه هالك .

تم تفسير سورة المزمل{[1273]}


[1268]:- في ب: ما يسهل عليه.
[1269]:- في ب: ويتكففوا عنهم.
[1270]:- في ب: أو لعبادة من جهاد أو حج أو غيره.
[1271]:- في ب: حيث لم يجعل علينا في الدين.
[1272]:- في ب: أرحم بها من نفسها.
[1273]:- في ب: تم تفسيرها والحمد لله.
 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{۞إِنَّ رَبَّكَ يَعۡلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدۡنَىٰ مِن ثُلُثَيِ ٱلَّيۡلِ وَنِصۡفَهُۥ وَثُلُثَهُۥ وَطَآئِفَةٞ مِّنَ ٱلَّذِينَ مَعَكَۚ وَٱللَّهُ يُقَدِّرُ ٱلَّيۡلَ وَٱلنَّهَارَۚ عَلِمَ أَن لَّن تُحۡصُوهُ فَتَابَ عَلَيۡكُمۡۖ فَٱقۡرَءُواْ مَا تَيَسَّرَ مِنَ ٱلۡقُرۡءَانِۚ عَلِمَ أَن سَيَكُونُ مِنكُم مَّرۡضَىٰ وَءَاخَرُونَ يَضۡرِبُونَ فِي ٱلۡأَرۡضِ يَبۡتَغُونَ مِن فَضۡلِ ٱللَّهِ وَءَاخَرُونَ يُقَٰتِلُونَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِۖ فَٱقۡرَءُواْ مَا تَيَسَّرَ مِنۡهُۚ وَأَقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتُواْ ٱلزَّكَوٰةَ وَأَقۡرِضُواْ ٱللَّهَ قَرۡضًا حَسَنٗاۚ وَمَا تُقَدِّمُواْ لِأَنفُسِكُم مِّنۡ خَيۡرٖ تَجِدُوهُ عِندَ ٱللَّهِ هُوَ خَيۡرٗا وَأَعۡظَمَ أَجۡرٗاۚ وَٱسۡتَغۡفِرُواْ ٱللَّهَۖ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٞ رَّحِيمُۢ} (20)

< إن ربك يعلم أنك تقوم } للصلاة والقراءة { أدنى } أقل { من ثلثي الليل ونصفه وثلثه }

أي وتقوم نصفه وثلثه { وطائفة من الذين معك والله يقدر الليل والنهار } فيعلم مقادير أوقاتهما { علم أن لن تحصوه } لن تطيقوا قيام الليل { فتاب عليكم } رجع لكم إلى التخفيف { فاقرؤوا ما تيسر من القرآن } رخص لهم أن يقوموا فيقرؤوا ما أمكن وخف بغير مقدار معلوم من القراءة والمدة { علم أن سيكون منكم مرضى } فيثقل عليهم قيام الليل وكذلك المسافرون للتجارة والجهاد وهو قوله { وآخرون يضربون في الأرض يبتغون من فضل الله وآخرون يقاتلون في سبيل الله } يريد أنه خفف قيام الليل لما علم من ثقله على هؤلاء { فاقرؤوا ما تيسر منه } قال المفسرون وكان هذا في صدر الإسلام ثم نسخ بالصلوات الخمس وقوله { وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيرا وأعظم أجرا } مما خلفتم وتركتم { واستغفروا الله إن الله غفور } لذنوب المؤمنين { رحيم } بهم

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{۞إِنَّ رَبَّكَ يَعۡلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدۡنَىٰ مِن ثُلُثَيِ ٱلَّيۡلِ وَنِصۡفَهُۥ وَثُلُثَهُۥ وَطَآئِفَةٞ مِّنَ ٱلَّذِينَ مَعَكَۚ وَٱللَّهُ يُقَدِّرُ ٱلَّيۡلَ وَٱلنَّهَارَۚ عَلِمَ أَن لَّن تُحۡصُوهُ فَتَابَ عَلَيۡكُمۡۖ فَٱقۡرَءُواْ مَا تَيَسَّرَ مِنَ ٱلۡقُرۡءَانِۚ عَلِمَ أَن سَيَكُونُ مِنكُم مَّرۡضَىٰ وَءَاخَرُونَ يَضۡرِبُونَ فِي ٱلۡأَرۡضِ يَبۡتَغُونَ مِن فَضۡلِ ٱللَّهِ وَءَاخَرُونَ يُقَٰتِلُونَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِۖ فَٱقۡرَءُواْ مَا تَيَسَّرَ مِنۡهُۚ وَأَقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتُواْ ٱلزَّكَوٰةَ وَأَقۡرِضُواْ ٱللَّهَ قَرۡضًا حَسَنٗاۚ وَمَا تُقَدِّمُواْ لِأَنفُسِكُم مِّنۡ خَيۡرٖ تَجِدُوهُ عِندَ ٱللَّهِ هُوَ خَيۡرٗا وَأَعۡظَمَ أَجۡرٗاۚ وَٱسۡتَغۡفِرُواْ ٱللَّهَۖ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٞ رَّحِيمُۢ} (20)

ولما كان ربما تغالى بعض الناس في العبادة وشق على نفسه ، وربما شق على غيره ، أشار سبحانه وتعالى إلى الاقتصاد تخفيفاً لما يلحق الإنسان من النصب ، مشيراً إلى ما يعمل حالة اتصال الروح بالجسد وهي حالة الحياة ، لأن منفعتها التزود{[69579]} من كل خير لما أدناه{[69580]} هول المقابر ، فإن الروح في غاية اللطافة ، والجسد في غاية الكثافة ، لأنها من عالم الأمر ، وهو ما يكون الإيجاد فيه بمرة واحدة من غير تدريج وتطوير والجسد من عالم الخلق فهي غريبة فيه تحتاج إلى التأنيس وتأنيسها بكل ما يقربها إلى العالم الروحاني المجرد عن علائق الأجسام ، وذلك بصرف {[69581]}القلب كله{[69582]} عن هذه الدنايا والتلبس بالأذكار والصلوات وجميع الأعمال الصالحات ، فإن ذلك هو المعين على اتصالها بعالمها العالي العزيز الغالي{[69583]} ، وأعون ما يكون على ذلك الحكمة ، وهي العدل في الأعمال والاقتصاد في الأقوال والأفعال ، فقال مستأنفاً الجواب عن تيسير السبيل وبنائه على الحنيفية السمحة بحيث صار لا مانع منه إلا يد القدرة { إن ربك } أي المدبر لأمرك على ما يكون إحساناً إليك ورفقاً بك وبأمتك { يعلم أنك تقوم } أي في الصلاة كما أمرت به أول السورة .

ولما كانت كثرة العمل ممدوحة وقلته بخلاف ذلك ، استعار للأقل قوله-{[69584]} : { أدنى } أي{[69585]} زماناً أقل ، والأدنى{[69586]} مشترك بين الأقرب ، والأدون للأنزل{[69587]} رتبة لأن كلاًّ منهما{[69588]} يلزم منه قلة المسافة { من ثلثي الّيل } في بعض الليالي { ونصفه وثلثه } أي{[69589]} وأدنى من كل منهما في بعض الليالي - هذا على قراءة الجماعة ، والمعنى ، على قراءة ابن كثير والكوفيين بالنصب تعيين النصف والثلث الداخل تحت الأدنى{[69590]} من الثلثين ، وهو على القراءتين مطابق لما وقع التخيير فيه في أول السورة بين قيام النصف بتمامه أو الناقص منه وهو الثلث أو الزائد عليه وهو الثلثان ، أو الأقل من الأقل من النصف وهو الربع .

ولما ذكر سبحانه قيامه صلى الله عليه وسلم ، أتبعه قيام أتباعه ، فقال عاطفاً على الضمير المستكن{[69591]} في تقوم وحسنه الفصل : { وطائفة } أي ويقوم كذلك جماعة فيها أهلية التحلق بإقبالهم{[69592]} عليك{[69593]} وإقبال بعضهم على بعض . ولما {[69594]}كانت العادة أن{[69595]} الصاحب ربما أطلق على-{[69596]} من مع الإنسان بقوله دون قلبه عدل إلى قوله : { من الذين معك } أي بأقوالهم وأفعالهم ، أي على الإسلام{[69597]} ، وكأنه اختار هذا دون أن يقول من المسلمين لأنه يفهم أن طائفة لم تقم بهذا{[69598]} القيام{[69599]} فلم يرد{[69600]} أن يسميهم مسلمين ، والمعية أعم .

ولما كان القيام -{[69601]} على هذا التفاوت مع الاجتهاد في السبق في{[69602]} العبادة دالاً على عدم العلم بالمقادير ما هي عليه قال تعالى : { والله } أي تقومون هكذا لعدم{[69603]} علمكم بمقادير الساعات على التحرير والحال أن الملك المحيط بكل شيء قدرة وعلماً وحده { يقدر } أي تقديراً عظيماً هو في غاية التحرير { الّيل والنهار } فيعلم كل دقيقة منهما على ما هي عليه لأنه خالقهما{[69604]} ولا يوجد شيء منهما إلا به

( ألا يعلم من خلق }{[69605]}[ الملك : 14 ] .

ولما علم من هذا المشقة عليهم في قيام الليل على هذا الوجه علماً وعملاً ، ترجم ذلك بقوله : { علم } أي الله سبحانه { أن لن تحصوه } أي تطيقوا التقدير علماً وعملاً ، ومنه قوله صلى الله عليه وسلم " استقيموا ولن تحصوا " { فتاب } أي فتسبب عن هذا العلم أنه سبحانه رجع بالنسخ عما كان أوجب { عليكم } بالترخيص لكم في ترك القيام المقدر أول السورة ، أي رفع التبعة{[69606]} عنكم في ترك القيام على ذلك التقدير الذي قدره كما رفع عن التائب ، وكأنه سماه توبة وإن لم يكن ثم معصية إشارة إلى أنه من شأنه لثقله أن يجر إلى المعصية .

ولما رفعه سبب عنه أمرهم بما يسهل عليهم فقال معبراً عن الصلاة بالقراءة لأنها أعظم أركانها إشارة إلى أن التهجد مستحب لا واجب : { فاقرءوا } أي في الصلاة أو غيرها في الليل والنهار { ما تيسر } أي سهل وهان إلى الغاية عليكم ولان وانقاد لكم { من القرآن } أي الكتاب الجامع لجميع ما ينفعكم ، قال القشيري : يقال : من خمس آيات إلى ما زاد ، ويقال : من عشر آيات إلى ما يزيد{[69607]} ، قال البغوي{[69608]} : قال قيس بن أبي حازم : صليت خلف ابن عباس رضي الله عنهما بالبصرة ، فقرأ في أول ركعة بالحمد وأول آية من البقرة ، ثم قام في الثانية فقرأ بالحمد والآية الثانية . وقيل : إنه أمر بالقراءة مجردة إقامة لها-{[69609]} مقام ما كان يجب عليهم من الصلاة بزيادة في التخفيف ، ولذلك روى أبو داود{[69610]} وابن خزيمة وابن حبان في صحيحه عن عبد لله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من قام {[69611]}بعشر آيات{[69612]} لم يكتب من الغافلين ، ومن قام بمائة آية كتب من القانتين ، ومن قام بألف آية كتب من المقنطرين{[69613]} " قال المنذري : من سورة الملك إلى آخر القرآن ألف آية .

ولما كان هذا نسخاً لما كان واجباً من قيام الليل أول السورة لعلمه سبحانه بعدم إحصائه ، فسر ذلك العلم المجمل بعلم مفصل بياناً لحكمة أخرى للنسخ فقال : { علم أن } أي أنه { سيكون }{[69614]} يعني بتقدير لا بد لكم{[69615]} منه { منكم مرضى } جمع مريض ، وهذه السورة من أول ما أنزل عليه صلى الله عليه وسلم ، ففي هذا بشارة بأن أهل الإسلام يكثرون جداً .

ولما ذكر عذر المريض وبدأ به لكونه أعم ولا قدرة للمريض على دفعه ، أتبعه السفر للتجارة لأنه يليه في العموم ، فقال مبشراً مع كثرة أهل الإسلام باتساع الأرض لهم : { وآخرون } أي-{[69616]} غير المرضى { يضربون } أي يوقعون الضرب { في الأرض } أي يسافرون لأن الماشي بجد واجتهاد يضرب{[69617]} الأرض برجله ، ثم استأنف بيان علة الضرب بقوله : { يبتغون } أي يطلبون طلباً شديداً ، وأشار إلى سعة ما عند الله بكونه فوق أمانيهم فقال : { من فضل الله } أي بعض ما أوجده الملك الأعظم لعباده ولا حاجة {[69618]}به إليه{[69619]} بوجه من الربح في التجارة أو تعلم العلم { وآخرون } أي منكم أيها المسلمون { يقاتلون } أي يطلبون ويوقعون قتل أعداء الله ، ولذلك بينه بقوله : { في سبيل الله } أي ذلك القتل مظروف لطريق{[69620]} الملك الأعظم ليزول عن سلوكه المانع لقتل قطاع الطريق المعنوي والحسي ، وأظهر ولم يضمر تعظيماً للجهاد ولئلا يلبس بالعود إلى المتجر ، وهو ندب لنا من الله إلى رحمة العباد والنظر في أعذارهم ، فمن لا يرحم لا يرحم ، قال البغوي{[69621]} : روى إبراهيم عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : أيما رجل جلب شيئاً من مدينة من مدائن المسلمين صابراً محتسباً فباعه بسعر يومه كان عند الله بمنزلة الشهداء ، ثم قرأ عبد الله { وآخرون يضربون في الأرض يبتغون } [ المزمل : 20 ] الآية .

وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنه-{[69622]} قال : ما خلق الله موتة أموتها بعد القتل في سبيل الله أحب إليّ من أن أموت بين شعبتي رجل أضرب في الأرض أبتغي من فضل الله .

ولما كانت هذه أعذاراً أخرى مقتضية للترخيص أو أسباباً لعدم الإحصاء ، رتب عليها الحكم السابق ، فقال مؤكداً للقراءة بياناً لمزيد عظمتها : { فاقرءوا } أي كل واحد منكم { ما تيسر } أي لكم { منه } أي القرآن ، أضمره{[69623]} إعلاماً بأنه عين السابق ، فصار الواجب قيام شيء من الليل على وجه التيسير ، ثم نسخ ذلك بالصلوات الخمس . ولما كان صالحاً لأن يراد به الصلاة لكونه أعظم أركانها وأن يراد به-{[69624]} نفسه من غير صلاة زيادة في التخفيف ، قال ترجيحاً لإرادة هذا الثاني أو تنصيصاً على إرادة الأول : { وأقيموا } أي أوجدوا إقامة { الصلاة } المكتوبة بجميع الأمور التي تقوم بها من أركانها وشروطها ومقدماتها ومتمماتها وهيئاتها ومحسناتها ومكملاتها .

ولما ذكر بصفة الخالق التي هي أحد{[69625]} عمودي الإسلام البدني والمالي ، أتبعها العمود الآخر وهو الوصلة بين الخلائق فقال : { وآتوا } من طيب أموالكم التي أنعمنا بها عليكم { الزكاة } أي المفروضة ، ولما كان المراد الواجب المعروف ، أتبعه سائر الإنفاقات المفروضة والمندوبة ، فقال : { وأقرضوا الله } أي الملك الأعلى الذي له جميع صفات الكمال التي منها{[69626]} الغنى المطلق ، من أبدانكم وأموالكم في أوقات صحتكم ويساركم { قرضاً حسناً } من نوافل الخيرات كلها في جميع شرعه برغبة تامة وعلى هيئة جميلة في ابتدائه وانتهائه وجميع أحواله ، فإنه محفوظ لكم عنده{[69627]} مبارك فيه ليرده عليكم مضاعفاً{[69628]} أحوج ما تكونون إليه .

ولما كان هذا الدين جامعاً ، وكان هذا القرآن حكيماً لأن منزله{[69629]} له صفات الكمال{[69630]} فأمر في هذه الجمل بأمهات الأعمال اهتماماً بها{[69631]} ، أتبع ذلك أمراً عاماً بجميع شرائع الدين فقال : { وما تقدموا } وحث على إخلاص النية بقوله : { لأنفسكم } أي خاصة سلفاً لأجل ما بعد الموت لا تقدرون على الأعمال { من خير } أي أيّ{[69632]} خير كان من عبادات {[69633]}البدن والمال{[69634]} { تجدوه } محفوظاً لكم { عند الله } أي المحيط بكل شيء قدرة وعلماً { هو } أي{[69635]} لا غيره{[69636]} { خيراً } أي لكم ، وجاز وقوع الفصل بين غير معرفتين لأن " أفعل{[69637]} من " كالمعرفة ، ولذلك يمنع دخول أداة التعريف{[69638]} عليها .

ولما كان كل-{[69639]} من عمل خيراً جوزي عليه سواء كان عند الموت {[69640]}أو في{[69641]} الحياة سواء كان كافراً أو مسلماً{[69642]} مخلصاً أو لا ، إن كان مخلصاً كان جزاؤه في الآخرة ، وإلا ففي الدنيا ، قال-{[69643]} : { وأعظم أجراً } أي مما لمن أوصى في مرض الموت ، وكان-{[69644]} بحيث يجازى به-{[69645]} في الدنيا .

ولما كان الإنسان إذا عمل ما يمدح عليه ولا سيما إذا{[69646]} كان المادح له ربه ربما أدركه الإعجاب ، بين له أنه لا يقدر بوجه على أن يقدر الله حق قدره ، فلا يزال مقصراً فلا يسعه إلا العفو بل الغفر فقال حاثاً على أن يكون ختام الأعمال بالاستغفار والاعتراف بالتقصير في خدمة المتكبر الجبار مشيراً إلى حالة انفصال روحه عن بدنه وأن صلاحها الراحة من كل شر : { واستغفروا الله } أي اطلبوا وأوجدوا ستر الملك الأعظم الذي لا تحيطون بمعرفته فكيف-{[69647]} بأداء حق خدمته لتقصيركم عيناً وأثراً بفعل ما يرضيه واجتناب ما يسخطه .

ولما علم من السياق ومن التعبير بالاسم الأعظم أنه سبحانه بالغ في العظمة إلى حد يؤيس من إجابته ، علل الأمر بقوله مؤكداً تقريباً لما يستبعده من يستحضر عظمته سبحانه وشدة{[69648]} انتقامه وقوة بطشه : { إن الله } وأظهر إعلاماً بأن{[69649]} صفاته لا تقصر آثارها على المستغفرين ولا على مطلق السائلين { غفور } أي بالغ الستر لأعيان الذنوب وآثارها حتى لا يكون عليها عتاب ولا عقاب { رحيم * } أي بالغ الإكرام بعد الستر إفضالاً وإحساناً وتشريفاً وامتناناً ،

ختام السورة:

وقد اشتملت هذه السورة على شرح قول النبي صلى الله عليه وسلم فيما أوتي من جوامع الكلم " اللهم-{[1]} أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري وأصلح في دنياي التي فيها معاشي وأصلح لي آخرتي التي إليها منقلبي واجعل الحياة زيادة لي في كل خير واجعل الموت راحة لي من {[2]}كل شر{[3]} " كما أشير إلى كل جملة منها في محلها ، ولقد رجع آخر السورة - بالترغيب في العمل وذكر جزائه - على أولها الأمر بالقيام بين يديه وبإشارة{[4]} الاستغفار إلى عظم المقام وإن جل العمل ودام وإن كان بالقيام في ظلام الليالي والناس نيام ، فسبحان من له هذا الكلام المعجز لسائر الأنام لإحاطته بالجلال والإكرام ، فسبحانه من إله جابر القلوب المنكسرة{[5]} .


[1]:- هكذا ثبتت العبارة في النسخة المخزونة بالرباط – المراقش التي جعلناها أصلا وأساسا للمتن، وكذا في نسخة مكتبة المدينة ورمزها "مد" وموضعها في نسخة دار الكتب المصرية ورمزها "م": رب زدني علما يا فتاح.
[2]:- في م ومد: قال أفقر الخلائق إلى عفو الخالق؛ وفي الأصل: أبو إسحاق – مكان: أبو الحسن، والتصحيح من الأعلام للزركلي ج1 ص 50 وعكس المخطوطة أمام ص 56 وهامش الأنساب للسمعاني ج2 ص280.
[3]:- ضبطه في الأعلام بضم الراء وتخفيف الباء.
[4]:- ضبطه الشيخ عبد الرحمن بن يحيى المعلمي اليماني رحمه الله في تعليقه على الأنساب ج2 ص280 وقال: البقاعي يكسر الموحدة وفتح القاف مخففة وبعد الألف عين مهملة بلد معروف بالشام ينسب إليه جماعة أشهرهم الإمام المفسر إبراهيم بن عمر بن حسن الرباط بن علي بن أبي بكر البقاعي أبو الحسن برهان الدين من أجلة أهل القرن التاسع له عدة مؤلفات ولد سنة 809 وتوفي سنة 885 – اهـ.
[5]:- في م ومد: لطف الله بهم أجمعين، إلا أن لفظ "اجمعين" ليس في مد. والعبارة من "وآله" إلى هنا ليست في نسخة المكتبة الظاهرية ورمزها "ظ".
[69579]:من ظ و م، وفي الأصل "و".
[69580]:من ظ و م، وفي الأصل: أردناه من.
[69581]:في م: القلب، وما بين الرقمين ساقط من ظ.
[69582]:في م: القلب، وما بين الرقمين ساقط من ظ.
[69583]:سقط من ظ.
[69584]:زيد من ظ و م.
[69585]:سقط من ظ و م.
[69586]:من ظ، وفي الأصل و م: أدنى.
[69587]:من ظ و م، وفي الأصل: لك انزل.
[69588]:من ظ و م، وفي الأصل: منها.
[69589]:زيد من ظ و م.
[69590]:زيدت الواو في الأصل ولم تكن في ظ و م فحذفناها.
[69591]:من ظ و م، وفي الأصل: المستتر.
[69592]:من ظ و م، وفي الأصل: بإقبالها.
[69593]:زيد في الأصل: بإقبالهم عليها، ولم تكن الزيادة في ظ و م فحذفناها.
[69594]:في ظ و م: كان.
[69595]:في ظ و م: كان.
[69596]:زيد من م.
[69597]:من ظ و م، وفي الأصل: الإنسان.
[69598]:في ظ: هذا.
[69599]:في ظ: هذا.
[69600]:من ظ و م، وفي الأصل: فلم يراد.
[69601]:زيد من ظ و م.
[69602]:من م، وفي الأصل و ظ: على.
[69603]:من ظ و م، وفي الأصل: لعلم.
[69604]:من م، وفي الأصل و ظ: خلقهما.
[69605]:زيد في الأصل: إلى آخره، ولم تكن الزيادة في ظ و م فحذفناها.
[69606]:من ظ و م، وفي الأصل: نسعته.
[69607]:من ظ و م، وفي الأصل: زاد.
[69608]:راجع المعالم 7/142.
[69609]:زيد من ظ و م.
[69610]:راجع السنن 1/205.
[69611]:من ظ و م والسنن، وفي الأصل: بآيات.
[69612]:من ظ و م والسنن، وفي الأصل: بآيات.
[69613]:من ظ و م والسنن، وفي الأصل: المقطين.
[69614]:زيد في الأصل: أي، ولم تكن الزيادة في ظ و م فحذفناها.
[69615]:سقط من ظ و م.
[69616]:زيد من ظ و م.
[69617]:زيد في الأصل: في، ولم تكن الزيادة في ظ و م فحذفناها.
[69618]:من ظ و م، وفي الأصل: له إليكم.
[69619]:من ظ و م، وفي الأصل: له إليكم.
[69620]:من م، وفي الأصل و ظ: بطريق.
[69621]:راجع معالم التنزيل 7/142.
[69622]:زيد من ظ و م.
[69623]:من ظ و م، وفي الأصل: مضى.
[69624]:زيد من ظ و م.
[69625]:زيد من ظ و م.
[69626]:من ظ و م، وفي الأصل: فيها.
[69627]:زيد في الأصل: وأنه، ولم تكن الزيادة في ظ و م فحذفناها.
[69628]:زيد في الأصل: وأنتم، ولم تكن الزيادة في ظ و م فحذفناها.
[69629]:زيد في الأصل: يكون، ولم تكن الزيادة في ظ و م فحذفناها.
[69630]:زيد في الأصل: الكلام.
[69631]:زيد في الأصل: ثم، ولم تكن الزيادة في ظ و م فحذفناها.
[69632]:سقط من ظ و م.
[69633]:من ظ و م وفي الأصل: المال والبدن.
[69634]:من ظ و م وفي الأصل: المال والبدن.
[69635]:زيد في الأصل: الله تعالى، ولم تكن الزيادة في ظ و م فحذفناها.
[69636]:زيد في الأصل: يدخر لكم، ولم تكن الزيادة في ظ و م فحذفناها.
[69637]:من م، وفي الأصل، الأفعال، وفي ظ: أفعال.
[69638]:من ظ و م، وفي الأصل: الصرف.
[69639]:زيد من ظ و م.
[69640]:من ظ و م، وفي الأصل: أم.
[69641]:من ظ و م، وفي الأصل: أم.
[69642]:من ظ و م،وفي الأصل: المسلم.
[69643]:زيد من ظ و م .
[69644]:زيد من ظ و م.
[69645]:زيد من ظ و م.
[69646]:في م: أن، والعبارة من هنا بما فيها هذه الكلمة ساقطة من ظ إلى "وجه على".
[69647]:زيد من ظ و م.
[69648]:من ظ و م، وفي الأصل قدرة.
[69649]:من ظ و م، وفي الأصل: أن.