في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{كَلَّآۖ إِنَّهُۥ كَانَ لِأٓيَٰتِنَا عَنِيدٗا} (16)

11

وهنا يردعه ردعا عنيفا عن هذا الطمع الذي لم يقدم حسنة ولا طاعة ولا شكرا لله يرجو بسببه المزيد :

( كلا ! ) ، وهي كلمة ردع وتبكيت - ( إنه كان لآياتنا عنيدا ) . . فعاند دلائل الحق وموحيات الإيمان . ووقف في وجه الدعوة ، وحارب رسولها ، وصد عنها نفسه وغيره ، وأطلق حواليها الأضاليل .

 
تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{كَلَّآۖ إِنَّهُۥ كَانَ لِأٓيَٰتِنَا عَنِيدٗا} (16)

11

5- كلاّ إنه كان لآياتنا عنيدا .

كلا : حرف ردع وزجر .

أي : كلا لن أزيده فقد وقف معاندا ساخرا من القرآن ومن الرسول ، حيث ادعى أن محمدا ساحر يفرّق بين المرء وزوجه ، والمرء وعشيرته ، وبعد أن مدح القرآن استفزّه أبو جهل وحرّضه على أن يقول في النبي محمد صلى الله عليه وسلم وفي القرآن كلاما سيئا ، فكان كما قال القرآن الكريم : أفرأيت الذي تولّى* وأعطى قليلا وأكدى . ( النجم : 33 ، 34 ) .

ومعنى أكدى : منع ، أي أعطى مدحا للقرآن قليلا ، ثم منع ذلك العطاء ، ونكص على عقبيه .

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{كَلَّآۖ إِنَّهُۥ كَانَ لِأٓيَٰتِنَا عَنِيدٗا} (16)

{ كَلاَّ } لا أفعلُ ولا أزيدُ . وقال المفسّرون : وقد تبدّلت حال الوليد بعد نزول هذه الآية وماتَ على أسوأ حال .

{ إِنَّهُ كان لآيَاتِنَا عَنِيداً }

انه كان للقرآن معانِدا مكذِّبا .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{كَلَّآۖ إِنَّهُۥ كَانَ لِأٓيَٰتِنَا عَنِيدٗا} (16)

{ كَلَّا } أي : ليس الأمر كما طمع ، بل هو بخلاف مقصوده ومطلوبه ، وذلك لأنه { كَانَ لِآيَاتِنَا عَنِيدًا } أي : معاندا ، عرفها ثم أنكرها ، ودعته إلى الحق فلم ينقد لها ولم يكفه أنه أعرض وتولى عنها ، بل جعل يحاربها ويسعى في إبطالها ، ولهذا قال عنه : { إِنَّهُ فَكَّرَ }

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{كَلَّآۖ إِنَّهُۥ كَانَ لِأٓيَٰتِنَا عَنِيدٗا} (16)

{ كلا } قطع لرجائه { إنه كان لآياتنا عنيدا } للقرآن معاندا غير مطيع

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{كَلَّآۖ إِنَّهُۥ كَانَ لِأٓيَٰتِنَا عَنِيدٗا} (16)

ولما كان التقدير : إنه ليطمع في ذلك لأن المال والجاه يجران الشرف والعظمة بأيسر سعي ، هذا هو المعروف المتداول المألوف ، استأنف زجره عن ذلك بمجامع الزجر : علماً من أعلام النبوة ، وبرهاناً قاطعاً على صحة الرسالة ، فقال ما لا يصح أن يقوله غيره سبحانه لأنه{[69764]} مع أنه لا تردد فيه ولا امتراء طابق الواقع ، فلم يزد بعد ذلك شيئاً ، بل لم يزل في نقصان حتى هلك وتمت كلمات ربك صدقاً وعدلاً ، لا مبدل لكلماته { كلا } أي وعزتنا وجلالنا لا تكون له زيادة على ذلك أصلاً ، وأما النقصان فسيرى إن استمر على تكذيبه فليرتدع عن هذا الطمع ، وليزدجر وليرتجع{[69765]} ، فإنه حمق محض وزخرف بحت ، وغرور صرف ، ولما ردعه هذا الردع المقتضي ولا بد للإذعان وصادق الإيمان ممن لم يستول عليه الحرمان ، علله بقوله مؤكداً لإنكارهم العناد{[69766]} والمعاد : { إنه } أي هذا الموصوف { كان } بخلق كأنه جبلة له-{[69767]} وطبع لا يقدر على الانفكاك عنه { لآياتنا } على ما لها من العظمة خاصة لكونها هادية إلى الوحدانية ، لا لغيرها من الشبه القائدة إلى الشرك { عنيداً * } أي بالغ العناد على وجه لا يعد عناده لغيرها بسبب مزيد قبحه عناداً ، والعناد - كما قال الملوي : من كبر في النفس أو يبس في الطبع أو شراسة في الأخلاق أو خبل في العقل ، وقد جمع ذلك كله إبليس ، لأنه خلق من نار . وهي من طبعها اليبوسة وعدم الطواعية ، وحقيقته ميل عن الجادة ، ومجاوزة للحد مع الإصرار واللزوم ، ومنه مخالفة الحق مع المعرفة بأنه حق .


[69764]:سقط من م.
[69765]:في م: ليرجع.
[69766]:من م، وفي ظ: العبادة.
[69767]:زيد من م.