في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{وَلَقَدۡ أُوحِيَ إِلَيۡكَ وَإِلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِكَ لَئِنۡ أَشۡرَكۡتَ لَيَحۡبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ ٱلۡخَٰسِرِينَ} (65)

62

ويعقب عليه بتحذير من الشرك . يبدأ أول ما يبدأ بالأنبياء والمرسلين . وهم - صلوات الله عليهم - لا يتطرق إلى قلوبهم طائف الشرك أبداً . ولكن التحذير هنا ينبه سواهم من أقوامهم إلى تفرد ذات الله سبحانه في مقام العبادة ، وتوحد البشر في مقام العبودية ، بما فيهم الأنبياء والمرسلون :

( ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك : لئن أشركت ليحبطن عملك ، ولتكونن من الخاسرين ) . .

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{وَلَقَدۡ أُوحِيَ إِلَيۡكَ وَإِلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِكَ لَئِنۡ أَشۡرَكۡتَ لَيَحۡبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ ٱلۡخَٰسِرِينَ} (65)

وقوله : وَلَقَدْ أُوحِيَ إلَيْكَ وَإلى الّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ يقول تعالى ذكره : ولقد أوحى إليك يا محمد ربك ، وإلى الذين من قبلك من الرسل لَئِنْ أشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنّ عَمَلُكَ يقول : لئن أشركت بالله شيئا يا محمد ، ليبطلنّ عملك ، ولا تنال به ثوابا ، ولا تدرك جزاء إلا حزاء من أشرك بالله ، وهذا من المؤخر الذي معناه التقديم ومعنى الكلام : ولقد أوحي إليك لئن أشركت ليحبطنّ عملك ، ولتكونن من الخاسرين ، وإلى الذين من قبلك ، بمعنى : وإلى الذين من قبلك من الرسل من ذلك ، مثل الذي أوحى إليك منه ، فاحذر أن تشرك بالله شيئا فتهلك .

ومعنى قوله : وَلَتَكُونَنّ مِنَ الخاسِرِينَ ولتكونن من الهالكين بالإشراك بالله إن أشركت به شيئا .