غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{وَلَقَدۡ أُوحِيَ إِلَيۡكَ وَإِلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِكَ لَئِنۡ أَشۡرَكۡتَ لَيَحۡبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ ٱلۡخَٰسِرِينَ} (65)

32

ثم هددّ الأمة على الشرك مخاطباً نبيه بقوله { ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك } من الأنبياء مثله { لئن أشركت } فاقتصر على الأول يجوز أن يراد ولقد أوحى إليك وإلى كل واحد ممن قبلك لئن أشركت كما تقول : كسانا حلة أي كل واحد منا وقد مر نظير هذه الآية بقوله { ولئن أتبعت أهواءهم } [ البقرة : 120 ] وبينا أن ذلك على سبيل الفرض والشرطية لا حاجة في صدقها إلى صدق جزأيها ، أو المراد الأمة كما قلنا . وفي قوله { ولتكونن من الخاسرين } إشارة إلى أن منصب النبوة الذي هو أشرف مراتب الإنسانية وأقربها من الله إذا بدل بضدّه الذي هو البعد عن الحضرة الإلهية لم يكن خسران وراء ذلك .

/خ75