في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب  
{وَيَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ تَرَى ٱلَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى ٱللَّهِ وُجُوهُهُم مُّسۡوَدَّةٌۚ أَلَيۡسَ فِي جَهَنَّمَ مَثۡوٗى لِّلۡمُتَكَبِّرِينَ} (60)

ثم يمضي السياق وقد وصل بالقلوب والمشاعر إلى ساحة الآخرة . . يمضي في عرض مشهد المكذبين والمتقين ، في ذلك الموقف العظيم :

( ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة . أليس في جهنم مثوى للمتكبرين ? وينجي الله الذين اتقوا بمفازتهم ، لا يمسهم السوء ولا هم يحزنون ) . .

وهذا هو المصير الأخير . فريق مسود الوجوه من الخزي ، ومن الكمد ، ومن لفح الجحيم . هو فريق المتكبرين في هذه الأرض ، الذين دعوا إلى الله ، وظلت الدعوة قائمة حتى بعد الإسراف في المعصية ، فلم يلبوا هاتف النجاة . فهم اليوم في خزي تسود له الوجوه .