غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{وَيَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ تَرَى ٱلَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى ٱللَّهِ وُجُوهُهُم مُّسۡوَدَّةٌۚ أَلَيۡسَ فِي جَهَنَّمَ مَثۡوٗى لِّلۡمُتَكَبِّرِينَ} (60)

32

ثم صرح ببعض أنواع العذاب قائلاً { ويوم القيامة نرى الذين كذبوا على الله } وقوله { وجوههم مسودّة } مفعول ثان إن كانت الرؤية القلبية وإلا فموضعه نصب على الحال . والظاهر أن الكذب على الله هو المشار إليه في قوله { فكذبت بها } ويشمل الكذب عليه باتخاذ الشريك والولد ، ونسبته إلى العجز عن الإعادة ، ونسبة القرآن إلى كونه مختلفاً ونحو ذلك . وأما المسائل الاجتهادية التي يختلف فيها كل فريق إسلامي ولاسيما الفروعية ، فالظاهر أنها لا تدخل فيها والله أعلم . وأما سواد الوجه فإن كان في الصورة فظاهر ويكون كسائر أوصاف أهل النار من زرقة العيون وغيره ، وإن كان المراد به الخجل وشدّة الحياء ونحو ذلك فالله تعالى أعلم بمراده . ولا ريب أن الجهل والإخبار على خلاف ما عليه الأمر ونحو ذلك من الأخلاق الذميمة كلها ظلمات كما أن العلم والصدق ونحوهما أنوار كلها وفي ذلك العالم تظهر حقيقة كل شيء على المكلف { هنالك تبلو كل نفس ما أسلفت } [ يونس : 30 ] .

/خ75