قوله : { وَيَوْمَ القيامة تَرَى الذين كَذَبُواْ عَلَى الله وُجُوهُهُم مُّسْوَدَّةٌ } العامة على رفع { وُجُوهُهُم مُّسْوَدَّةٌ } وهي جملة من مبتدأ وخبر ، وفي محلها وجهان :
أحدهما : النصب على الحال من الموصول لأن الرؤية بصرية ، وكذا أعربها{[47633]} الزمخشري ومنْ مذهبه أنه لا يجوز إسقاط الواو من مثلها إلا شاذاً{[47634]} تابعاً في ذلك الفراء ، فهذا رجوع منه عن ذلك{[47635]} .
والثاني : أنها في محل نصب مفعولاً ثانياً ، لأن الرؤية قلبية وهو بعيد لأن تعلق الرؤية البصرية بالأجسام وألوانها أظهر من تعلق القلبية بهما{[47636]} ، وقرئ : «وُجُوهَُمْ{[47637]} مُسْوَدَّةً » بنصبهما على أن «وجوههم » بدل بعض من «كل » ، و «مسودة » على ما تقدم من النصب على الحال أو على المفعول الثاني .
وقال أبو البقاء : ولو قرئ وجوههم بالنصب لكان على بدل الاشتمال{[47638]} ، قال شهاب الدين : قد قرئ به والحمد لله ولكن ليس كما قال : على بدل الاشتمال بل على بدل البعض ، وكأنه سبقُ لسانٍ أو طُغْيَانُ قَلَم{[47639]} . وقرأ أبيّ أُجُوهُهُمْ بقلب الواو{[47640]} همزةً وهو فصيح{[47641]} نحو : { أُقِّتَتْ } [ المرسلات : 11 ] وبابه ، وقوله : { أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْمُتَكَبِّرِينَ } عن الإيمان .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.