الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي  
{وَيَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ تَرَى ٱلَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى ٱللَّهِ وُجُوهُهُم مُّسۡوَدَّةٌۚ أَلَيۡسَ فِي جَهَنَّمَ مَثۡوٗى لِّلۡمُتَكَبِّرِينَ} (60)

قوله تعالى : " ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة " أي مما حاط بهم من غضب الله ونقمته . وقال الأخفش : " ترى " غير عامل في قوله : " وجوههم مسودة " إنما هو ابتداء وخبر . الزمخشري : جملة في موضع الحال إن كان " ترى " من رؤية البصر ، ومفعول ثان إن كان من رؤية القلب . " أليس في جهنم مثوى للمتكبرين " بين رسول الله صلى الله عليه وسلم معنى الكبر فقال عليه السلام : ( سفه الحق وغمص الناس ) أي احتقارهم . وقد مضى في " البقرة " {[13332]} وغيرها . وفي حديث عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم : ( يحشر المتكبرون يوم القيامة كالذر يلحقهم الصغار حتى يؤتى بهم إلى سجن جهنم ) .


[13332]:راجع ج 1 ص 296 طبعة ثانية أو ثالثة.