فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَيَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ تَرَى ٱلَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى ٱللَّهِ وُجُوهُهُم مُّسۡوَدَّةٌۚ أَلَيۡسَ فِي جَهَنَّمَ مَثۡوٗى لِّلۡمُتَكَبِّرِينَ} (60)

{ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ } بأن له شريكا ، وصاحبة ، وولدا { وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ } لما أحاط بهم من العذاب ، ولما شاهدوه من غضب الله ونقمته ، والجملة في محل النصب على الحال ، قال الأخفش { ترى } غير عامل في { وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ } إنما هو مبتدأ وخبره ، والأولى أن " ترى " إن كانت من الرؤية البصرية فجملة { وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ } حالية وإن كانت قلبية فهي مفعول ثان لترى .

{ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْمُتَكَبِّرِينَ } الاستفهام لتقرير اسوداد وجههم ، وتعليل له ، كأنه قال : لأن لهم في جهنم مقرا ومقاما ، والكبر هو " بطر الحق وغمط الناس " {[1449]} ، كما ثبت في الحديث الصحيح .


[1449]:جزء من حديث طويل رواه البخاري 548 وأحمد 2/169 والبيهقي في الأسماء بقوله: (إن نبي الله نوحا لما حضرته الوفاة...) وبطر الحق: إنكاره، وغمط الناس: ظلمهم