فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَيَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ تَرَى ٱلَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى ٱللَّهِ وُجُوهُهُم مُّسۡوَدَّةٌۚ أَلَيۡسَ فِي جَهَنَّمَ مَثۡوٗى لِّلۡمُتَكَبِّرِينَ} (60)

{ وَيَوْمَ القيامة تَرَى الذين كَذَبُواْ عَلَى الله وُجُوهُهُم مُّسْوَدَّةٌ } ، أي ترى الذين كذبوا على الله بأن له شركاء وصاحبة ، وولدا وجوههم مسودّة لما أحاط بهم من العذاب ، وشاهدوه من غضب الله ونقمته ، وجملة : { وُجُوهُهُم مُّسْوَدَّةٌ } في محل نصب على الحال . قال الأخفش : ترى غير عامل في وجوههم مسودّة ، إنما هو : مبتدأ وخبر ، والأولى أن ترى إن كانت من الرؤية البصرية ، فجملة : { وُجُوهُهُم مُّسْوَدَّةٌ } حالية ، وإن كانت قلبية ، فهي في محل نصب على أنها المفعول الثاني لترى ، والاستفهام في قوله : { أَلَيْسَ في جَهَنَّمَ مَثْوًى لّلْمُتَكَبّرِينَ } للتقرير ، أي أليس فيها مقام للمتكبرين عن طاعة الله ، والكبر هو : بطر الحقّ ، وغمط الناس كما ثبت في الحديث الصحيح .