تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{وَٱلَّذِينَ ٱجۡتَنَبُواْ ٱلطَّـٰغُوتَ أَن يَعۡبُدُوهَا وَأَنَابُوٓاْ إِلَى ٱللَّهِ لَهُمُ ٱلۡبُشۡرَىٰۚ فَبَشِّرۡ عِبَادِ} (17)

{ وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَى فَبَشِّرْ عِبَادِ } :

لما ذكر حال المجرمين ذكر حال المنيبين وثوابهم ، فقال : { وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوهَا } والمراد بالطاغوت في هذا الموضع ، عبادة غير اللّه ، فاجتنبوها في عبادتها . وهذا من أحسن الاحتراز من الحكيم العليم ، لأن المدح إنما يتناول المجتنب لها في عبادتها .

{ وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ } بعبادته وإخلاص الدين له ، فانصرفت دواعيهم من عبادة الأصنام إلى عبادة الملك العلام ، ومن الشرك والمعاصي إلى التوحيد والطاعات ، { لَهُمُ الْبُشْرَى } التي لا يقادر قدرها ، ولا يعلم وصفها ، إلا من أكرمهم بها ، وهذا شامل للبشرى في الحياة الدنيا بالثناء الحسن ، والرؤيا الصالحة ، والعناية الربانية من اللّه ، التي يرون في خلالها ، أنه مريد لإكرامهم في الدنيا والآخرة ، ولهم البشرى في الآخرة عند الموت ، وفي القبر ، وفي القيامة ، وخاتمة البشرى ما يبشرهم به الرب الكريم ، من دوام رضوانه وبره وإحسانه وحلول أمانه في الجنة .

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{وَٱلَّذِينَ ٱجۡتَنَبُواْ ٱلطَّـٰغُوتَ أَن يَعۡبُدُوهَا وَأَنَابُوٓاْ إِلَى ٱللَّهِ لَهُمُ ٱلۡبُشۡرَىٰۚ فَبَشِّرۡ عِبَادِ} (17)

{ والذين اجتنبوا الطاغوت } البالغ غاية الطغيان فعلوت منه بتقديم اللام على العين بني للمبالغة في المصدر كالرحموت ، ثم وصف به للمبالغة في النعت ولذلك اختص بالشيطان . { أن يعبدوها } بدل اشتمال منه . { وأنابوا إلى الله } وأقبلوا إليه بشراشرهم عم سواه . { لهم البشرى } بالثواب على ألسنة الرسل ، أو الملائكة عند حضور الموت . { فبشر عباد } .