تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَٱلَّذِينَ ٱجۡتَنَبُواْ ٱلطَّـٰغُوتَ أَن يَعۡبُدُوهَا وَأَنَابُوٓاْ إِلَى ٱللَّهِ لَهُمُ ٱلۡبُشۡرَىٰۚ فَبَشِّرۡ عِبَادِ} (17)

قوله تعالى : { وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوهَا } اختلف في الطاغوت :

قال بعضهم : هو الشيطان ، أي اجتنبوا من أن يأتمروه ، ويطيعوه وقال بعضهم : الطاغوت ، هم الكهنة ؛ كانوا يأتون الكهنة ، فيخبرونهم بأمور ، فيعلمون بقولهم ، ويصدقونهم ؛ يقول : أي اجتنبوا من أن تطيعوا الكهنة في أمرهم ونهيهم . وقال بعضهم : كل معبود دون الله فهو طاغوت ، وهو من الطغيان ، وهو المجاوزة عن الحد ، والله أعلم .

وقوله تعالى : { وَأَنابُوا إِلَى اللَّهِ } : أي قبلوا ، ورجعوا إلى أمر الله وإلى ما به طاعته ، والله أعلم .

وقوله تعالى : { لَهُمُ الْبُشْرَى } وهو ما ذكر في قوله : { أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ } { الَّذِينَ آَمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ } { لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ } [ يونس : 62 و 63 و 64 ] لأنهم أولياء الله ، وقوله : { فَبَشِّرْ عِبَادِ } .