البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{وَٱلَّذِينَ ٱجۡتَنَبُواْ ٱلطَّـٰغُوتَ أَن يَعۡبُدُوهَا وَأَنَابُوٓاْ إِلَى ٱللَّهِ لَهُمُ ٱلۡبُشۡرَىٰۚ فَبَشِّرۡ عِبَادِ} (17)

قال ابن زيد : نزلت { والذين اجتنبوا الطاغوت } في زيد بن عمرو بن نفيل وسلمان وأبي ذر .

وقال ابن إسحاق : الإشارة بها إلى عبد الرحمن بن عوف ، وسعد بن أبي وقاص ، وسعيد بن زيد ، والزبير ، وذلك أنه لما أسلم أبو بكر ، سمعوا ذلك فجاؤوه وقالوا : أسلمت ؟ قال : نعم ، وذكرهم بالله ، فآمنوا بأجمعهم ، فنزلت فيهم ، وهي محكمة في الناس إلى يوم القيامة .

والطاغوت : تقدم الكلام عليها في البقرة .

وقرأ الحسن : الطواغيت جمعاً .

{ أن يعبدوها } : أي عبادتها ، وهو بدل اشتمال .

{ لهم البشرى } : أي من الله تعالى بالثواب .

{ فبشر عبادِ } : هم المجتنبون الطاغوت إلى الله .