الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{وَٱلَّذِينَ ٱجۡتَنَبُواْ ٱلطَّـٰغُوتَ أَن يَعۡبُدُوهَا وَأَنَابُوٓاْ إِلَى ٱللَّهِ لَهُمُ ٱلۡبُشۡرَىٰۚ فَبَشِّرۡ عِبَادِ} (17)

وقوله تعالى : { والذين اجتنبوا الطاغوت } الآية ، قال ابن زيد : إن سببَ نزولِها زيدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ وَسَلْمَانُ الفَارِسِيُّ وأبُو ذَرٍّ الغِفَارِيُّ ، والإشارةُ إليهم .

سُلَيْمَانُ إنما أسلم بالمدينةِ ، فَيَلْزَمُ على هذا التأويلِ أن تكونَ الآيةُ مدنيةً ، وقال ابن إسْحَاق : الإشَارةُ بِها إلى عَبْدِ الرحمنِ بْنِ عَوْفٍ ، وسَعْدِ بْنِ أبي وَقَّاصٍ ، وَسَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ ، والزُّبَيْرِ ، وذَلك أنه لما أسْلم أَبو بَكْرٍ سَمِعُوا ذلك ؛ فَجَاؤُوهُ ، فقالوا : أَأَسْلَمْتَ ؟ قال : نَعَمْ ؛ وذَكَّرَهُمْ باللَّه سبحانه ، فآمَنُوا بأجمعهم ، فنزلَتْ فيهم هذه الآية ، وهي على كلِّ حالٍ عامَّةٌ في الناس إلى يوم القيامة يتناولُهُمْ حُكْمُهَا ، و{ الطاغوت } : كلُّ ما عُبِدَ من دون اللَّه .