تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{قُلۡ إِنَّمَآ أَنَا۠ بَشَرٞ مِّثۡلُكُمۡ يُوحَىٰٓ إِلَيَّ أَنَّمَآ إِلَٰهُكُمۡ إِلَٰهٞ وَٰحِدٞ فَٱسۡتَقِيمُوٓاْ إِلَيۡهِ وَٱسۡتَغۡفِرُوهُۗ وَوَيۡلٞ لِّلۡمُشۡرِكِينَ} (6)

{ قُلْ } لهم يا أيها النبي : { إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ } أي : هذه صفتي ووظيفتي ، أني بشر مثلكم ، ليس بيدي من الأمر شيء ، ولا عندي ما تستعجلون به ، وإنما فضلني اللّه عليكم ، وميَّزني ، وخصَّني ، بالوحي الذي أوحاه إليَّ وأمرني باتباعه ، ودعوتكم إليه .

{ فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ } أي . اسلكوا الصراط الموصل إلى اللّه تعالى ، بتصديق الخبر الذي أخبر به ، واتباع الأمر ، واجتناب النهي ، هذه حقيقة الاستقامة ، ثم الدوام على ذلك ، وفي قوله : { إِلَيْهِ } تنبيه على الإخلاص ، وأن العامل ينبغي له أن يجعل مقصوده وغايته ، التي يعمل لأجلها ، الوصول إلى اللّه ، وإلى دار كرامته ، فبذلك يكون عمله خالصًا صالحًا نافعًا ، وبفواته ، يكون عمله باطلاً .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{قُلۡ إِنَّمَآ أَنَا۠ بَشَرٞ مِّثۡلُكُمۡ يُوحَىٰٓ إِلَيَّ أَنَّمَآ إِلَٰهُكُمۡ إِلَٰهٞ وَٰحِدٞ فَٱسۡتَقِيمُوٓاْ إِلَيۡهِ وَٱسۡتَغۡفِرُوهُۗ وَوَيۡلٞ لِّلۡمُشۡرِكِينَ} (6)

يقول تعالى : { قُلْ } يا محمد لهؤلاء المكذبين المشركين : { إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ } لا كما تعبدونه{[25627]} من الأصنام والأنداد والأرباب المتفرقين ، إنما الله إله واحد ، { فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ } أي : أخلصوا له العبادة على منوال ما أمركم به على ألسنة الرسل ، { وَاسْتَغْفِرُوهُ } أي : لسالف الذنوب ، { وَوَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ } أي : دمار لهم وهلاك عليهم .


[25627]:- (1) في س: "يعبدونه".