الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{قُلۡ إِنَّمَآ أَنَا۠ بَشَرٞ مِّثۡلُكُمۡ يُوحَىٰٓ إِلَيَّ أَنَّمَآ إِلَٰهُكُمۡ إِلَٰهٞ وَٰحِدٞ فَٱسۡتَقِيمُوٓاْ إِلَيۡهِ وَٱسۡتَغۡفِرُوهُۗ وَوَيۡلٞ لِّلۡمُشۡرِكِينَ} (6)

وقوله تعالى : { وَوَيْلٌ لِّلْمُشْرِكِينَ * الذين لاَ يُؤْتُونَ الزكاة } الآية : قال الحسن : المراد بالزكاة : زكاة المال ، وقال ابن عباس والجمهور : الزكاة في هذه الآية : لاَ إله إلاَّ اللَّهُ التَّوْحِيدُ ؛ كما قال موسى لفرعَوْنَ : { هَل لَّكَ إلى أَن تزكى } ويُرَجِّحُ هذا التأويل أَنَّ الآية مَكِّيَّةٌ ، وزكاة المال إنما نزلَتْ بالمدينة ؛ وإنَّما هذه زكاة القلب والبدن ، أي : تطهيره من المعاصي ؛ وقاله مجاهد والربيع ، وقال الضَّحَّاكُ ومقاتلُ : معنى الزكاة هنا : النفقة في الطاعة .