الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{قُلۡ إِنَّمَآ أَنَا۠ بَشَرٞ مِّثۡلُكُمۡ يُوحَىٰٓ إِلَيَّ أَنَّمَآ إِلَٰهُكُمۡ إِلَٰهٞ وَٰحِدٞ فَٱسۡتَقِيمُوٓاْ إِلَيۡهِ وَٱسۡتَغۡفِرُوهُۗ وَوَيۡلٞ لِّلۡمُشۡرِكِينَ} (6)

فإن قلت : من أين كان قوله : { إِنَّمَا أَنَاْ بَشَرٌ مّثْلُكُمْ يوحى إِلَىَّ } جواباً لقولهم : { قُلُوبُنَا فِى أَكِنَّةٍ } ؟ قلت : من حيث إنه قال لهم : إني لست بملك ، وإنما أنا بشر مثلكم ، وقد أوحي إليَّ دونكم فصحت - بالوحي إليّ وأنا بشر - نبوّتي ، وإذا صحت نبوّتي : وجب عليكم اتباعي ، وفيما يوحى إليَّ : أن إلهكم إله واحد { فاستقيموا إِلَيْهِ } فاستووا إليه بالتوحيد وإخلاص العبادة غير ذاهبين يميناً وشمالاً ، ولا ملتفتين إلى ما يسوّل لكم الشيطان من اتخاذ الأولياء والشفعاء ، وتوبوا إليه مما سبق لكم من الشرك { واستغفروه } . وقرىء : «قال إنما أنا بشر » .