ثم قال الله{[60020]} جل ذكره لنبيه عليه السلام : قل لهم يا محمد جوابا لهم على قولهم لك : { قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد } ، أي : إنما{[60021]} أنا من ولد آدم{[60022]} مثلكم في الصورة والحال ، أوحى الله عز وجل إلي{[60023]} أن معبودكم الذي تجب له العبادة والخضوع واحد لا إله غيره .
{ فاستقيموا إليه } ، أي استقيموا على عبادته ولا تعبدوا غيره .
{ واستغفروه } على ما سلف من فعلكم في عبادتكم الأصنام من دونه وتوبوا إليه من ذلك .
ثم قال تعالى : { وويل للمشركين الذين لا يوتون الزكاة } أي : ( وقيوح ){[60024]} وصديد{[60025]} أهل النار لمن ادعى أن لله شريكا لا إله إلا هو .
وقوله : { الذين لا يوتون الزكاة } ( معناه : الذين لا يعطون لله طاعة تطهرهم من الذنوب وتزكي أعمالهم ، وهذا معنى قول ابن عباس{[60026]} وروي عنه أنه قال : الذين لا يؤتون الزكاة ، أي{[60027]} ) : لا يشهدون ألا إله إلا الله{[60028]} .
وقال عكرمة : معناه{[60029]} : الذين لا يقولون لا إله إلا الله{[60030]} .
وقال قتادة : معناه : الذين لا يقرون بفرض زكاة أموالهم ولا يؤمنون بفرض ذلك عليهم ، وكان يقال : إن الزكاة قنطرة الإسلام ، فمن قطعها نجا ، ومن تخلف عنها هلك ، وقد قاتل أبو بكر الصديق رضي الله عنه أهل الردة على منعهم{[60031]} الزكاة مع إقرارهم بالصلاة . وقال رضي الله عنه : والله{[60032]} لو منعوني عقالا مما فرض الله ورسوله{[60033]} لقاتلهم عليه{[60034]} .
قال السدي : لو زكوا وهم مشركون لم تنفعهم{[60035]} .
وروى نافع عن ابن عمر : الذين لا يؤتون الزكاة : التوحيد{[60036]} .
وقال الربيع بن أنس : معناه ، الذين لا يزكون أعمالهم{[60037]} فينتفعون بها{[60038]} .
قال الحسن : ( عظم الله عز وجل شأن الزكاة فذكرها . فالمسلمون يزكون والكفار لا يزكون ، والمسلمون يصلون والكفار لا يصلون ){[60039]} .
وقال الزجاج : معناه : لا يؤمنون بأن الزكاة حق واجب عليهم{[60040]} .
ثم قال تعالى : { وهم بالآخرة هم كافرون } ، أي : وهم مع تركهم لإخراج زكاة أموالهم وكفرهم بأن الزكاة واجبة لا يصدقون بالبعث والجزاء .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.