تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{فَأَوۡحَىٰٓ إِلَىٰ عَبۡدِهِۦ مَآ أَوۡحَىٰ} (10)

{ فَأَوْحَى } الله بواسطة جبريل عليه السلام { إِلَى عَبْدِهِ } محمد صلى الله عليه وسلم { مَا أَوْحَى } أي : الذي أوحاه إليه من الشرع العظيم ، والنبأ المستقيم .

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{فَأَوۡحَىٰٓ إِلَىٰ عَبۡدِهِۦ مَآ أَوۡحَىٰ} (10)

وقوله : فأَوْحَى إلى عَبْدِهِ ما أوْحَى اختلف أهل التأويل في تأويل ذلك ، فقال بعضهم : معناه : فأوحى الله إلى عبده محمد وحيه ، وجعلوا قوله : ما أوْحَى بمعنى المصدر . ذكر من قال ذلك :

حدثنا ابن بشار ، قال : حدثنا معاذ بن هشام ، قال : حدثنا أبي ، عن قتادة ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، في قوله : فأَوْحَى إلى عَبْدِهِ ما أوْحَى قال : عبده محمد صلى الله عليه وسلم ما أوحى إليه ربه .

وقد يتوجه على هذا التأويل «ما » لوجهين : أحدهما : أن تكون بمعنى «الذي » ، فيكون معنى الكلام فأوحى إلى عبده الذي أوحاه إليه ربه . والاَخر : أن تكون بمعنى المصدر . ذكر من قال ذلك :

حدثنا ابن بشار ، قال : حدثنا معاذ بن هشام قال : ثني أبي ، عن قتادة فأَوْحَى إلى عَبْدِهِ ما أَوْحَى ، قال الحسن : جبريل .

حدثنا ابن حُمَيد ، قال : حدثنا مهران ، عن أبي جعفر ، عن الربيع فأَوْحَى إلى عَبْدِهِ ما أوْحَى قال : على لسان جبريل .

حدثنا ابن حُميد ، قال : حدثنا حكام ، عن أبي جعفر ، عن الربيع ، مثله .

حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : فأَوْحَى إلى عَبْدِهِ ما أَوْحَى قال : أوحى جبريل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أوحى الله إليه .

وأولى القولين في ذلك عندنا بالصواب قول من قال : معنى ذلك : فأوحى جبريل إلى عبده محمد صلى الله عليه وسلم ما أوحى إليه ربه ، لأن افتتاح الكلام جرى في أوّل السورة بالخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعن جبريل عليه السلام ، وقوله : فأوْحَى إلى عَبْدِهِ ما أوْحَى فِي سِياقِ ذلكَ ولم يأت ما يدلّ على انصراف الخبر عنهما ، فيوجه ذلك إلى ما صرف إليه .

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{فَأَوۡحَىٰٓ إِلَىٰ عَبۡدِهِۦ مَآ أَوۡحَىٰ} (10)

{ فأوحى } جبريل عليه السلام . { إلى عبده } عبد الله وإضماره قبل الذكر لكونه معلوما كقوله : { على ظهرها } { ما أوحى } جبريل عليه السلام وفيه تفخيم للموحى به أو الله إليه ، وقيل الضمائر كلها لله تعالى وهو المعنى بتشديد القوى كما في قوله تعالى :{ إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين } ودنوه منه برفع مكانته وتدليه جذبه بشراشره إلى جناب القدس .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{فَأَوۡحَىٰٓ إِلَىٰ عَبۡدِهِۦ مَآ أَوۡحَىٰ} (10)

وقوله تعالى : { فأوحى إلى عبده ما أوحى } ، قال ابن عباس المعنى : { فأوحى } الله { إلى عبده } جبريل { ما أوحى } . وفي قوله : { ما أوحى } إبهام على جهة التفخيم والتعظيم ، والذي عرف من ذلك فرض الصلاة ، وقال الحسن المعنى : فأوحى جبريل إلى عبد الله محمد ما أوحى كالأولى في الإبهام ، وقال ابن زيد المعنى : فأوحى جبريل إلى عبد الله محمد ما أوحى الله إلى جبريل .