تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{كَلَّآۖ إِنَّهُۥ كَانَ لِأٓيَٰتِنَا عَنِيدٗا} (16)

{ كَلَّا } أي : ليس الأمر كما طمع ، بل هو بخلاف مقصوده ومطلوبه ، وذلك لأنه { كَانَ لِآيَاتِنَا عَنِيدًا } أي : معاندا ، عرفها ثم أنكرها ، ودعته إلى الحق فلم ينقد لها ولم يكفه أنه أعرض وتولى عنها ، بل جعل يحاربها ويسعى في إبطالها ، ولهذا قال عنه : { إِنَّهُ فَكَّرَ }

 
التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{كَلَّآۖ إِنَّهُۥ كَانَ لِأٓيَٰتِنَا عَنِيدٗا} (16)

وقوله : { إِنَّهُ كان لآيَاتِنَا عَنِيداً } تعليل للزجر والردع وقطع الرجاء . أى : كلا لن أمكنه مما يريده ويتمناه . . لأنه كان إنسانا شديد المعاندة والإِبطال لآياتنا الدالة على وحدانيتنا ، وعلى صدق رسولنا فيما يبلغه عنا . ومن مظاهر ذلك أنه وصف رسولنا صلى الله عليه وسلم بأنه ساحر . .

قال مقاتل : مازال الوليد بعد نزول هذه الآية فى نقص من ماله وولده حتى هلك .

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{كَلَّآۖ إِنَّهُۥ كَانَ لِأٓيَٰتِنَا عَنِيدٗا} (16)

ولذلك قال كلا إنه كان لآياتنا عنيدا فإنه ردع له عن الطمع وتعليل للردع على سبيل الاستئناف بمعاندة آيات المنعم المناسبة لإزالة النعمة المانعة عن الزيادة قيل ما زال بعد نزول هذه الآية في نقصان ماله حتى هلك .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{كَلَّآۖ إِنَّهُۥ كَانَ لِأٓيَٰتِنَا عَنِيدٗا} (16)

وقوله تعالى : { كلا } زجر ورد على أمنية هذا المذكور ، ثم أخبر عنه أنه كان معانداً مخالفاً لآيات الله و عبره{[11422]} ، يقال بعير عنود للذي يمشي مخالفاً للإبل . ويحتمل أن يريد بالآيات آيات القرآن وهو الأصح في التأويل سبب كلام الوليد في القرآن بأنه سحر .


[11422]:في بعض النسخ: "وغيره" وكأنه من تغير الحال، إذ يقال: لا أراني الله بك غيرا، أي أحوالا متغيرة.
 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{كَلَّآۖ إِنَّهُۥ كَانَ لِأٓيَٰتِنَا عَنِيدٗا} (16)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

ثم نعت عمله الخبيث، فقال: {كلا إنه كان لآياتنا عنيدا} يعني كان عن آيات القرآن معرضا مجانبا له لا يؤمن بالقرآن.

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

يقول: إن هذا الذي خلقته وحيدا كان لآياتنا، وهي حجج الله على خلقه من الكتب والرسل" عنيدا"، يعني معاندا للحقّ مجانبا له، كالبعير العنود.

عن ابن عباس، قوله: "إنّهُ كانَ لآياتنا عَنيدا "قال: جحودا.

تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :

في هذا تصبير لرسول الله صلى الله عليه وسلم، لأن الله تعالى أكثر نعمه عليه. ثم ذلك الملعون مع كثرة نعم الله عليه وإحسانه إليه عاند، ولم يطعه في أوامره، فكيف ترجو أنت منه في معاملته إيّاك مع معاملتك إياه ما يخالف مراده وهواه؟ فيكون فيه ما يدعوه إلى الصبر.

والعناد، هو مخالفة الحق عن علم بظهور الحق، فيكون قوله: {إنه كان لآياتنا عنيدا} إنه بعد علم وإحاطة ويقين عاند آيات الله، وخالف أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم واستكبر.

والمكابر، هو الذي يكابر عقله، فيخالف ما يثبته عقله بالأقوال والأفعال.

الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري 538 هـ :

{كَلاَّ} ردع له وقطع لرجائه وطمعه {إِنَّهُ كان لآياتنا عَنِيداً} تعليل للردع على وجه الاستئناف كأن قائلا قال: لم لا يزاد؟ فقيل: إنه عاند آيات المنعم وكفر بذلك نعمته، والكافر لا يستحق المزيد

مفاتيح الغيب للرازي 606 هـ :

وفي هذه الآية إشارة إلى أمور كثيرة من صفاته:

(أحدها) أنه كان معاندا في جميع الدلائل الدالة على التوحيد والعدل والقدرة وصحة النبوة وصحة البعث، وكان هو منازعا في الكل منكرا للكل.

(وثانيها) أن كفره كان كفر عناد كان يعرف هذه الأشياء بقلبه إلا أنه كان ينكرها بلسانه وكفر المعاند أفحش أنواع الكفر.

(وثالثها) أن قوله: {إنه كان لآياتنا عنيدا} يدل على أنه من قديم الزمان كان على هذه الحرفة والصنعة.

(ورابعها) أن قوله: {إنه كان لآياتنا عنيدا} يفيد أن تلك المعاندة كانت منه مختصة بآيات الله تعالى وبيناته، فإن تقديره: إنه كان لآياتنا عنيدا لا لآيات غيرنا، فتخصيصه هذا العناد بآيات الله مع كونه تاركا للعناد في سائر الأشياء يدل على غاية الخسران.

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

وعناده: هو محاولته الطعن في القرآن وتحيله للتمويه بأنه سحر، أو شعر، أو كلام كهانة، مع تحققه بأنه ليس في شيء من ذلك كما أعلن به لقريش، قبل أن يلومَه أبو جهل ثم أخذه بأحد تلك الثلاثة، وهو أن يقول: هو سحر، تشبثاً بأن فيه خصائص السحر من التفريق بين المرء ومن هو شديد الصلة.