تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي  
{۞إِنَّ ٱللَّهَ يُدَٰفِعُ عَنِ ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٖ كَفُورٍ} (38)

{ 38 } { إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ }

هذا إخبار ووعد وبشارة من الله ، للذين آمنوا ، أن الله يدافع عنهم كل مكروه ، ويدفع عنهم كل شر -بسبب إيمانهم- من شر الكفار ، وشر وسوسة الشيطان ، وشرور أنفسهم ، وسيئات أعمالهم ، ويحمل عنهم عند نزول المكاره ، ما لا يتحملون ، فيخفف عنهم غاية التخفيف . كل مؤمن له من هذه المدافعة والفضيلة بحسب إيمانه ، فمستقل ومستكثر .

{ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ } أي : خائن في أمانته التي حمله الله إياها ، فيبخس حقوق الله عليه ، ويخونها ، ويخون الخلق .

{ كَفُورٌ } لنعم الله ، يوالي عليه الإحسان ، ويتوالى منه الكفر والعصيان ، فهذا لا يحبه الله ، بل يبغضه ويمقته ، وسيجازيه على كفره وخيانته ، ومفهوم الآية ، أن الله يحب كل أمين قائم بأمانته ، شكور لمولاه .