فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{۞إِنَّ ٱللَّهَ يُدَٰفِعُ عَنِ ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٖ كَفُورٍ} (38)

{ إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ } وقرئ يدفع وصيغة المفاعلة هنا مجردة من معناها الأصلي وهو وقوع الفعل من الجانبين كما تدل عليه القراءة الأخرى وقد ترد هذه الصيغة ولا يراد بها معناها الأصلي كثيرا مثل عاقبت اللص ونحو ذلك ، وقد قدمنا تحقيقه وقيل إن إيراد هذه الصيغة هنا للمبالغة ، وقيل للدلالة على تكرر الواقع .

{ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا } أي يدافع عن المؤمنين غوائل المشركين ، وقيل يعلي حجتهم وقيل يوفقهم ، وقال أبو حيان : لم يذكر الله ما يدفعه عنهم ليكون أفخم وأعظم وأعم ، والجملة مستأنفة ليبين هذه المزية الحاصلة للمؤمنين من رب العالمين وأنه المتولي للمدافعة عنهم .

{ إنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ } مقررة لمضمون الجملة الأولى ، فإن المدافعة من الله لهم عن عباده المؤمنين مشعرة أتم إشعار بأنهم مبغضون إلى الله غير محبوبين له .

قال الزجاج : من ذكر غير اسم الله وتقرب إلى الأصنام بذبيحته فهو خوان كفور وإيراد صيغتي المبالغة للدلالة على أنهم كذلك في الواقع لا لإخراج من خان دون خيانتهم أو كفر دون كفرهم .