تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{۞إِنَّ ٱللَّهَ يُدَٰفِعُ عَنِ ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٖ كَفُورٍ} (38)

الآية 38 : وقوله تعالى : { إن الله يدافع عن الذين آمنوا } وفي بعض القراءات : { إن الله } يدفع { عن الذين آمنوا }{[13090]}( بغير ألف ){[13091]} . وتأويل { إن الله يدافع عن الذين آ منوا } أي يَدْفَعُ عن الذين آمنوا جميع شرور الكفرة وأذاهم . وتأويل{ إن الله يدافع عن الذين آمنوا }أي يدافع الكفار عنهم بنصر المؤمنين عليهم .

وكان قوله{[13092]} : { إن الله يدافع عن الذين آمنوا }إنما نزل بمكة وعدا{[13093]} للذين آمنوا هنالك النصر والدفع عنهم في حال قلتهم وضعفهم وكثرة أولئك الكفرة وقوتهم ، وهنالك كانوا كذلك ؛ أعني بمكة قليلا ضعفاء ، ويكون نزول قوله : { إن الله لا يحب كل خوان كفور } بالمدينة ، لأنه هنالك كان أهل الخيانة ، لأنهم كانوا أهل كتاب ائتُمِنوا على رسالة محمد وأتباعه ، فخانوهم ، وكتموها ، ولم يكن يومئذ بمكة أحد منهم ، إنما كانوا جميعا أهل شرك .

فيشبه أن ( يكون ما ذكرنا أو ){[13094]} يكون قوله : { إن الله لا يحب كل خوان كفور } بإزاء ما قالت{ اليهود والنصارى نحن أبناء الله وأحباؤه }المائدة 18 ، فأخبر أنه { لا يحب كل خوان كفور }على ما يقولون {[13095]} بل يبغضهم .

وفيه إثبات رسالة محمد صلى الله عليه وسلم لأنه أخبر ( أن الله ينصر المؤمنين ){[13096]} ويدفع عنه ( أذى الكفرة ) {[13097]} وشرهم ، وأنهم خونة . فكان على ما أخبر فدل أنه بالله عرف ذلك .


[13090]:من م، في الأصل قولهم.
[13091]:0 في الأصل و م: وعد
[13092]:؟؟؟؟؟
[13093]:؟؟؟؟؟؟
[13094]:من م، ساقطة من الأصل.
[13095]:من م، في الأصل: يقول.
[13096]:في الأصل وم: أنه ينصرهم.
[13097]:في الأصل وم: أذاهم.