بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَيَعۡبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمۡ وَلَا يَنفَعُهُمۡ وَيَقُولُونَ هَـٰٓؤُلَآءِ شُفَعَـٰٓؤُنَا عِندَ ٱللَّهِۚ قُلۡ أَتُنَبِّـُٔونَ ٱللَّهَ بِمَا لَا يَعۡلَمُ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَلَا فِي ٱلۡأَرۡضِۚ سُبۡحَٰنَهُۥ وَتَعَٰلَىٰ عَمَّا يُشۡرِكُونَ} (18)

قوله تعالى : { وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ الله } ، يعني : الأصنام ، { مَا لاَ يَضُرُّهُمْ } إن لم يعبدوها { وَلاَ يَنفَعُهُمْ } إن عبدوها { وَيَقُولُونَ هَؤُلاء } يعني : الأصنام { شفعاؤنا عِندَ الله } يشفعون لنا في الآخرة . { قُلْ أَتُنَبّئُونَ الله } ، أتخبرون الله { بِمَا لاَ يَعْلَمُ } من الآلهة . { فِي السموات *** وَلاَ فِى الأرض } ، يعني : الأصنام بأنها تشفع لأحد يوم القيامة ، ويقال : معناه أتخبرون الله بشفاعة آلهتكم أما علموا أنها لا تكون أبداً ؟ ويقال : معناه أتشركون مع الله بجاهل لا يعلم ما في السموات ولا ما في الأرض .

ثم نزّه نفسه عن الولد والشريك ، فقال تعالى : { سبحانه } ، يعني : تنزيهاً له ، { وتعالى } ، يعني : ارتفع { عَمَّا يُشْرِكُونَ } من الآلهة ؛ ويقال : معناه هو أعلى وأجل من أن يوصف له شريك قرأ عاصم وأبو عمرو وابن عامر { يُشْرِكُونَ } بالياء على معنى المغايبة ، وقرأ الباقون بالتاء على وجه المخاطبة .