بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{قُل لَّوۡ شَآءَ ٱللَّهُ مَا تَلَوۡتُهُۥ عَلَيۡكُمۡ وَلَآ أَدۡرَىٰكُم بِهِۦۖ فَقَدۡ لَبِثۡتُ فِيكُمۡ عُمُرٗا مِّن قَبۡلِهِۦٓۚ أَفَلَا تَعۡقِلُونَ} (16)

{ وَلا أَدْرَاكُمْ بِهِ } ، أي ولا أعلمكم به ، ومعناه أن الله تعالى لو لم يجعلني رسولاً إليكم ما تلوته عليكم كما لم أتل عليكم قبل الوحي ؛ ويقال : معناه لو رضي الله لكم ما أنتم عليه من الكفر والجهل ، ما بعثني إليكم رسولاً . قرأ أبو عمرو ، وحمزة ، ونافع في رواية ورش والكسائي : { وَلاَ أدريكم } بكسر الراء ، وقرأ الباقون بالنصب ؛ وهما لغتان ومعناهما واحد . وعن الحسن أنه قرأ : { وَلاَ أدرأتكم } بالتاء . قال أبو عبيدة : ما أرى ذلك إلا غلطاً منه في الرواية ، لأنه لا مخرج لها في العربية .

ثم قال : { بِهِ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُراً مّن قَبْلِهِ } ، يعني : إلى أربعين سنة من قبل هذا القرن ، فهل سمعتموني أقرأ شيئاً من هذا عليكم ؟ { أَفَلاَ تَعْقِلُونَ } أَنِّي لم أتقوله من تلقاء نفسي ، ولكنه وحي الله من عنده ، لأنه لو كان من تلقاء نفسي لسمعتم مني قبل هذا شيئاً منه .