بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{قَالَ قَدۡ أُجِيبَت دَّعۡوَتُكُمَا فَٱسۡتَقِيمَا وَلَا تَتَّبِعَآنِّ سَبِيلَ ٱلَّذِينَ لَا يَعۡلَمُونَ} (89)

ودعا موسى عليه السلام وَأَمَّن هارون عليه السلام { قَالَ قَدْ أُجِيبَتْ دَّعْوَتُكُمَا } قال محمد بن كعب القرظي : دعا موسى ، وأمَّن هارون .

وعن أبي العالية ، وعكرمة وأبي صالح مثله . وعن أبي هريرة مثله . وعن أنس بن مالك أنه قال : كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : « إِنَّ الله تَعَالَى أَعْطَانِي خِصَالاً ثَلاثاً : أَعْطَانِي صَلاةً بِالصُّفُوفِ ، وَأعْطَانِي تَحِيَّةً إنها تِحَّيةُ أهْلِ الجَنَّةِ ، وَأَعْطَانِي التَّأْمِينَ ، وَلَمْ يُعْطِ أَحَداً مِنَ النَّبِيِّينَ قَبْلِي ، إلاَّ أَنْ يَكُونَ الله تَعَالَى أعطاهُ لِهَارُونَ ، يَدْعُو مُوسَى ، وَيُؤَمِّنُ هَارُونُ » . قال مقاتل : فمكث موسى بعد هذه الدعوة أربعين سنة ، وهكذا روى الضَّحَّاك أن الإجابة ظهرت بعد أربعين سنة . وقال بعضهم : بعد أربعين يوماً . وقال بعضهم : هذا الدعاء حين خرج موسى ببني إسرائيل ، وأيس من إيمانهم .

ثم قال تعالى : { فاستقيما } أي : على الرِّسالة والدَّعوة { وَلاَ تَتَّبِعَانّ سَبِيلَ الذين لاَ يَعْلَمُونَ } يعني : طريق فرعون ، وآله من أهل مصر . وروى ابن ذكوان ، عن ابن عامر ، أنه قرأ : { تَتَّبِعَانّ } بجزم التاء ونصب الباء . وقرأ الباقون : { تَتَّبِعَانّ } بنصب التاء ، والتشديد ، وكسر الباء . ومعناهما واحد وهذه النون أُدْخِلَتْ مؤكدة .