بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{يَوۡمَئِذٖ يَصۡدُرُ ٱلنَّاسُ أَشۡتَاتٗا لِّيُرَوۡاْ أَعۡمَٰلَهُمۡ} (6)

{ يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ الناس أَشْتَاتاً } يعني : يرجع الناس متفرقين : فريق في الجنة ، وفريق في السعير ، فريق مع الحور العين يتمتعون ، وفريق مع الشياطين يعذبون ، فريق على السندس والديباج ، على الأرائك متكئون ، وفريق في النار ، على وجوههم يُجَرُّونَ . اللهم في الدنيا هكذا كانوا فريقاً حول المساجد والطاعات ، وفريق في المعاصي والشهوات ، فذلك قوله { يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ الناس أَشْتَاتاً } يعني : فِرقاً فِرَقاً .

{ لّيُرَوْاْ أعمالهم } يعني : ثواب أعمالهم ، وهكذا . كما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم ، أنه قال : «مَا مِنْ أَحَدٍ يَوْمَ القِيَامَةِ ، إلاَّ وَيَلُومُ نَفْسَهُ ، فَإِنْ كَانَ مُحْسِناً يَقُولُ : لِمَ لَمْ أزدَدْ إحساناً ، وَإِنْ كَانَ غَيْرَ ذَلِكَ ، يَقُولُ : أَلاَ رَغِبْتُ عَنِ المَعَاصِي ؟ » وهذا عند معاينة الثواب والعقاب . وقال أبيّ بن كعب : الزلزلة لا تخرج إلا من ثلاثة ، إما نظر الله تعالى بالهيبة إلى الأرض ، وإما لكثرة ذنوب بني آدم ، وأما لتحرك الحوت ، التي عليها الأرضون السبع ، تأديباً للخلق وتنبيهاً .