بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{إِذَا زُلۡزِلَتِ ٱلۡأَرۡضُ زِلۡزَالَهَا} (1)

مقدمة السورة:

سورة الزلزلة مختلف فيها ، وهي ثماني آيات مدنية .

قوله تعالى : { إِذَا زُلْزِلَتِ الأرض زِلْزَالَهَا } وذلك أن الناس كانوا يرون في بدء الإسلام أن الله تعالى لا يؤاخذ بالصغائر من الذنوب ، ولا يعاقب إلا في الكبائر ، حتى نزلت هذه السورة وقال : { فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ } وذكر أهوال ذلك اليوم ، وبين أن القليل في ذلك اليوم ، يكون كثيراً فقال : { إِذَا زُلْزِلَتِ الأرض زِلْزَالَهَا } يعني : تزلزلت الأرض عند قيام الساعة ، وتحركت واضطربت ، حتى يتكسر كل شيء عليها . ويقال : سئل النبي صلى الله عليه وسلم ، عن قيام الساعة ، فنزل وبين متى يكون قيام الساعة فقال : { إِذَا زُلْزِلَتِ الأرض زِلْزَالَهَا } يعني : تزلزلت الأرض ، وتحركت تحركاً وهو كقوله : { ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَا وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجاً } [ نوح : 18 ] والمصدر للتأكيد .