ثم قال : { إِنَّ الإنسان لِرَبّهِ لَكَنُودٌ } فيه جواب القسم ، أقسم الله تعالى بهذه الأشياء ، وفيه بين ذكر فضل الغازي وفضل فرس الغازي على تفسير من فسر الآية على الفرس حين أقسم الله تعالى بالتراب الذي يخرج ، والنار التي تخرج من تحت حوافر فرس الغازي ؛ لأنه ليس عمل أفضل من الجهاد في سبيل الله تعالى . ومن فسر الآية على الإبل ففي الآية بيان فضل الحاج ، وفضل دواب الحاج ، حيث أقسم الله تعالى بالتراب الذي يخرج من تحت أخفاف إبل الحاج ، والنار التي تخرج منها حيث صارت في أرض الحجارة . { إن الإنسان لربه لكنود } يعني : لبخيل . قال : مقاتل نزلت في قرط بن عبد الله ، وقال : معنى «الكنود » بلسان كندة وبني حضرموت هو العاصي سيده ، وبلسان بني كنانة البخيل ، ويقال : هو الوليد بن المغيرة ، ويقال : هو أبو حباحب ، ويقال : كان ثلاثة نفر في العرب في عصر واحد ، أحدهم آية في السخاء وهو حاتم الطائي ، والثاني آية في البخل وهو أبو حباحب ، والثالث آية في الطمع وهو أشعب ، كان طماعاً ، وكان من طمعه إذا رأى عروساً تزف إلى موضع جعل يكنس باب داره لكي تدخل داره ، وكان إذا رأى إنساناً يحك عنقه فيظن أنه ينزع القميص ليدفعه إليه ، ويقال : «الكنود » الذي يمنع وفده ، ويجيع أهله ، ويضرب عبده ، ويأكل وحده ، ولا يعبأ للنائرة في قومه ، أي المصيبة ، وقال الحسن : الكنود الذي يذكر المصائب ، وينسى النعم ، ويقال : الكنود الذي لا خير فيه ، ويقال : الأرض التي غلب عليها السبخة ولا يخرج منها البذر أرض كنود .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.